رسالة اليوم

24/07/2022 - بِحَسَبِ عَمَلِهِ

-

-

الأَمْرُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَتْعَبُ أَيْضًا مُجَاهِدًا، بِحَسَبِ عَمَلِهِ الَّذِي يَعْمَلُ فِيَّ بِقُوَّةٍ. (كولوسي29:1)

أعلنَ بولسُ أنَّه ابتهجَ بآلامِه من أجلِ الكنيسة، جسَد المَسيح، التي صارَ خادمًا لها. يجب أن يكونَ لكلِّ من نالوا الخلاصَ نفسَ الاهتمام، لأنَّه في مِثل هذه الآلام تحلُّ بركةً عظيمة ترافقنا إلى الأبدِ. يجب ألَّا نأخذ الوحيَ الذي نتلقَّاه دون اهتمامٍ. مكافأة عظيمة تنتظرُ الذين يتألَّمون من أجلِ الإنجيلِ.

كما قال الرَّسولُ، كانَ الغرضُ من الدَّعوة التي تلقّاها هو إتمامُ مشيئة الله الكاملة بحسَبِ الكلمة (الآيات ٢٤-٢٥). هدفُنا هو نفسه، لأنَّنا لم نُدعى فقط للاستمتاع بالبركاتِ التي نحبُّها وللابتعاد عن هجماتِ قوى الظَّلام. هناكَ شيءٌ أعظم في هذه الدَّعوة، ولهذا يجب علينا أن نفعلَ كلَّ ما تأمرنا به الكلمة.

لقد أوضحَ خادمُ العليِّ بوضوحٍ أنَّ إعلانَ الكلمة هو السِّر الذي كان مخفيًّا على مرِّ القرون (الآية 26). قالَ يسوعُ أنَّ الملوكَ والأنبياءَ اشتهوا رؤيةَ ما تراه أعينُ النَّاس في أيام تجسُّده، لكنَّهم لم يتمكَّنوا من ذلك (لوقا24:10). يجب أن تصلَ الكرازة بهذا التَّعليم إلى الجَميع، لأنَّه حيثما لا تُعلَن الحقيقة، يُداسُ النَّاس بلا رحمةٍ ويحتجزهم الشَّيطان. يجلبُ ظهور الحقّ الأملَ بالحرِّية للمظلومين.

لا يزال هناكَ الكثير ُفي الإنجيل للذين لم يتعلَّموا هذه الحقائق بعد، وهم يناضلون من أجل نموِّ طوائفهم وكنائسهم. مساكين! هؤلاء النَّاس لم يفهموا أنَّهم قد خلصوا لإيصال الرِّسالة التي تُعلن التَّعاليم السَّماوية. الآن يُمكن شفاء المرضى، ويُمكن إطلاقُ سَراح المظلومين، وأصبح الخلاص الأبدي متاحًا للجميع. كلُّ من يحتقر الحقّ سيدفع ثمناً باهظاً.

لقد أُعطينا معرفة سرِّ المَسيح فينا، رجاءُ المَجد (كولوسي27:1). لذلك سنُحاسب كلَّما أدركنا أكثر. من لديه الوحي ولكنَّه لا يفعل شيئًا لمشاركته مع القلوب المحتاجة، لا يمنع فقط القوَّة الإلهيَّة من العمل في حياتِهم، ولكن أيضًا يُسيء إلى الربِّ. لقد أمَرَنا بأن نأخذَ الإنجيلَ إلى أقاصي الأرض، وبصورةٍ ما، فإننا لا نفعل شيئًا. فماذا تقولون؟

إنَّ هذا الوحي يحقِّق نموًّا كاملاً لكلِّ من ينتمي إلى الله. فهل تترك جيرانك في الخارج، في الظَّلام، محرومين ممَّا يُمكن أن يفعله الآبُ من خلالهِم. إنه شرٌّ سيكلِّفنا الكثير عندما لا تقدم لهم الحقَّ، وقد يَضعنا في موقفٍ خطير أمامَ الربِّ الذي دفعَ ثمناً باهظاً ليخلِّصنا من الشِّرير. لا يهتمُّون بما هم على وشكِ أن يعانوا، والكثيرون يتراجعون بسبب ذلك على وجه التَّحديد.

يجب على كلِّ واحد منَّا أن يجاهدَ بحسَبِ العمل العظيم لسرِّه فينا. انظر ماذا أعطاك العليُّ، الإعلانات التي سمَح لك بتلقّيها، واجتهد وفقًا لعملِه الذي يعمل فيك بقوَّة. هذه القوَّة تعمل بالفعل فيك، بالإضافة إلى العمل على تحرير المظلومين من عذاباتِهم، وهي تعمل أيضًا لصالحِك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز