رسالة اليوم

27/11/2016 - مَخْلُوقِينَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ

-

-

مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ (رؤيا 2: 7).

انْتِصارُنا في المَسِيح يَعْتمدُ عَلينا، فَيجبُ أن يَكونَ لنَا أُذُنٌ لنسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ القدّس لِلْكَنَائِسِ، وكُلّ مَن يَفعلُ هَذا يَنْتصرُ ويَنالُ المُكافأةُ الإلهِية.

مَشيئةُ الرَّبِ أن نَعرفَ حُقوقَنَا ونُمارسَها، لا أن نَتسوَّلَ البَركَات تَحْتَ قَدَميْه، وهَكذا كانَتْ خِدمةُ يَسوعَ عَلى الأرْض، بَالإضَافةِ أنَّ المُعلّمَ نفسه قَالَ أنَّهُ عَرفَ مَن هَو في الكِتابِ المُقدّس. لقدْ انْتَصَر كُلُّ مَن خَدمَ الرَّب يَسوعَ في المَاضي، لأنَّهُم عَرفوا مَا يَنْبغي عَليهم فِعْلهُ. ويُعَلِّمُنا الإنْجِيَل اليَوْم أيَضاً مَن نَحنُ، ومَا أعُطِيَّ لنَا بَالمَسيح كَافٍ ليجَعْلنا مُنْتصِرين.

هُناكَ مَنْ يَقضونَ حَيَاتهُم في الكَسل، والنَتيجةُ أنَّهُم يَفْقِدونَ عَطايَا الرَّب لهُم. وهَؤلاءِ مَازالوا لا يَعْرِفُونَ أنَّ إلهَنَا ليْسَ صَنمٌ أخَرسٌ، فَهو يَتكلَّمُ ويُعَلّم، ويُتمّمُ عمَلهُ مَع أولئِكَ الَّذينَ يُؤمنُونَ بهِ وبِكلمتهِ.

يَقولُ الكِتاب المُقدّس: مَنْ يَغلِبْ...سَيَنَالُ كُلَّ المُكَافآتِ، أمَا الخَاسِرُ فَسَوفَ يُعَاني. فعلى سَبيل المِثال، مَن أخَذَ خَمسَ وَزْنات مِنَ الفِضةِ وتَاجرَ بِهَا ربِحَ خَمْسَ وزناتٍ أُخَر - وَهَكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ، رَبِحَ وَزْنَتَيْنِ أيضاً - قد نالوا أجرَهم. وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ ولم يربح شيئاً، كان نصيبُه العذابَ الأبدي (متى 25).

جَاهِد وانْتَصِر، لتَأخُذَ أجَرَكَ كَامِلاً مِنَ الرَّب. قُل للآب أنَكَ تُريدُ أن تَسْمعَ صَوتَهُ، وتَعرِفَ مَشيئتهُ. فَصَوْتُهُ القَويّ يَحتَوي عَلى كُلّ مَا نَحْتَاجهُ في الحَياة.

يُعْلِنُ روحُ الرَّبِ للكَنَائِسِ عَنْ البَركَات الَّتي أَعَدَّهَا الرَّب لهَا، لكِنْ مَنْ لا يَسْتَطِيعُ سَماعَ تَعاليمِ الرَّب فَلنْ يَحصُل عَليها لأنَّهُ ليْسَ هُناك أصَعبُ مِنْ عَدم فَهمِ خِطَةِ الرَّب.

واليَوْم هُناكَ الكَثيرُ مِنَ المَسِيحِيين لا يَطْلبونَ مَشيئته، وهُم يُشْبهونَ الخَاسرين الَّذينَ لدَيْهُم أَحْلام وأشياءٌ جَمِيلةٌ يَرْغبُونَ في تَحْقِّيقيهَا، ولكِنْ بِبُعْدِهِم عن مَشِيئةِ الله لا يَصِلونَ لِشيء، ويَنْحَرِفُون، وبَعدَ ذَلكَ يَتَهِمُونَ المُجْتَمَعَ بالفَشَلِ.

أمّا المُنْتصِرون، فَلا يَهْتمّونَ بالمَشَاكلِ ولا يَنْظرونَ إلى التَهْدِيدَاتِ، لكِنْ يُسْرعونَ بالرُّوحِ والجَسَدِ لِخِدمةِ الرَّبِ الإله. فهَؤلاءِ يَعِيشونَ حَياةً طَيّبةً، وكَذلكَ سَينالونَ المُكافَأة فَي اليَوْمِ الأَخِير العَظِيم. لذلك ألا يَسْتَحِقُ صَوْتُ الرَّبِ الْحُلْو الحَنُونْ الطَاعَة!

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز