وَكَانَ فِي إِحْدَى الْمُدُنِ، فَإِذَا رَجُلٌ مَمْلُوءٌ بَرَصًا. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: «يَا سَيِّدُ، إِنْ أَرَدْتَ تَقْدِرْ أَنْ تُطَهِّرَنِي». لوقا12:5

واضحٌ في هذا المقطع من بشارة لوقا أنَّه إذا رأى شخصٌ ما يسوع، فلن يبقى كما هو أبدًا. بغضِّ النَّظر عن التراجع عن بعض القواعد أو المُمارسات الدِّينية؛ عندما نرى ابن العليّ، يقودنا الإيمان إلى محضره، ونتيجة لذلك، سنطلب ونستقبل أيَّ شيءٍ ضروري لتغيير حياتنا بالكامل (يوحنا7:15). من المُستحيل أن تبقى كما أنت عندما تتقابل مع يسوع.

اقتربَ الأبرصُ من السَّيد عندما شاهده. هذا ما يجب علينا فعله، لأنَّه من غير الحكمة الابتعاد عن الطريق والحقّ والحياة (يوحنا6:14). بعيداً عن الربِّ نتعثَّر، نتقلَّب من جانبٍ إلى آخر، أحلامنا لا تتحقَّق أبدًا، ويبدو كأنَّنا عِشنا كذبة طوالَ حياتنا. لذلك، ليس من الحكمة الاستمرار في طريقٍ لن يقودنا إلى الحرِّية أبداً.

كان الأبرصُ منعزلاً عن المجتمع بموجب النَّاموس، لكنَّ الإيمانَ بكلمات المَسيح جعله ينحني عند قدميه. مثلما منحَه الربُّ هذه الفرصة لرؤية مخلِّص العالم، فإنَّه سيفعل نفس الشَّيء معك. لذلك يُمكنك أنت أيضًا أن تقترب من ابن الله وأن تنحني عند قدميهِ. من المُمكن فِعل ذلك، لأنَّ الكلمة تعمل عملَ يسوع بعد صعوده. افتح قلبك له.

لا تكتفي بحضور الربِّ أو الفرح الذي يغزو قلبك، بل أكثر من ذلك: اصرخ لتلقّي الشِّفاء. المعركة لا تنتهِ إلَّا إذا كنتَ قد تلقيتَ البركة منه. يجب أن تكون واضحًا ومحدَّدًا ومتأكدًا أنَّه سيمنحك طِلبتك. عندما نؤمن بالربِّ ننال ما نطلبه منه. اعترِف بكلِّ شيء واطلب التَّنقية التي يمنحها العليُّ وحدَه.

كان الرجلُ سعيدًا برؤية الربِّ، لكنَّه لم يعرف بعد ما هي إرادة الله فيما يتعلَّق بشفائهِ. على الأرجح لم يكن يعرف ما كتبه النَّبي في (إشعياء 53). لتسوية الأمر، أكَّدَ له السَّيد أنَّه يريد أن يشفيه. إنَّ إرادة يسوع (لوقا13:5) هي أيضًا إجابته لمشاكِلك، لأنَّه على استعدادٍ لحلِّها. صلِّ الآن واطلب من كلِّ شرٍّ أن يترك حياتك باسم يسوع.

الذي يرى المسيحَ يمتلئ بنار الله المقدَّسة وبالمسحَة الإلهيَّة الآتية. لا يوجد سببٌ لعدم الصّلاة، واتِّخاذ موقف في العالم الرُّوحي، وطرح كلِّ الشُّرور باسم يسوع. أنت تمتلك السُّلطة الرُّوحية على مشاكلِك. كُنْ قويّاً!

تدخل ناموس الحرِّية الكامل عندما ترى المسيحَ؛ بفِعلك ذلك، تتحرّر من كلِّ التَّعاليم الدِّينية، تجد الشِّفاء والحلّ لمشكلتِك. لماذا لا تستسلم الآن للربِّ وتتغلَّب على كلِّ ما يظلِمك؟ الله على استعدادٍ لتكريم إيمانك بنفس الطريقة التي كرَّمَ الأبرصَ بها.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز