رسالة اليوم

09/07/2022 - رسالةٌ للأغنياءِ

-

-

مُدَّخِرِينَ لأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبَلِ، لِكَيْ يُمْسِكُوا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. (تيموثاوس الأولى19:1)

لقد قِيل الكثيرُ للأثرياء حولَ ما يجب عليهم فِعله. من الواضح أنَّه ليس من قبيل الصُّدفة أن يُولد البعضُ بقدرةٍ أكبر من غيرهم. مِثل الذين يستطيعون كتابة الترانيم والذين يُمكنهم تفسيرها أو القيام بأشياء تجلبُ لنا الكثيرَ من الفَرح، وهناك الذين لديهم القدرة على الحوار وخلق فرصٍ للعمل.

التَّحذير الرَّئيسي الذي وجَّهه سيِّدنا للأغنياء هو أن يتذكَّروا هذا: لأَنَّ دُخُولَ جَمَل مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ- فتحة في سور أورشليم- أَيْسَرُ مِنْ أَنْ يَدْخُلَ غَنِيٌّ إِلَى مَلَكُوتِ اللهِ!». (لوقا25:18). وأولئك الأثرياء في مجالاتٍ أخرى، بمهاراتٍ مختلفة وممتعة ومُنتجة، يجبُ ألَّا ينسوا أنَّ هذه يُمكن أن تسلبَهم فرحتهم الأبديَّة، إذا لم يكونوا يقظين.

في الآيتين السَّابقتين، يتحدَّث بولس عن ستَّة مواقف يجب على الأغنياء مراعاتها. من الجيِّد دائمًا فحصُ كلام الربِّ، لأنَّه لن يُخبرنا بشيءٍ عديم الفائدة. أولئك الذين يتعلَّمون مع الآب ويعملون كما يُرشدهم لن يتعثَّروا في مخططات الشِّرير. السِّر هو طاعة أوامر العليّ.

يجب على الأغنياء ألَّا يفكِّروا في ترفِ أنفسِهم- متعجِّرفين- وألَّا يضَعوا رجاءهم في غير يقينيِّة الغِنى. عندما يتسلَّل الكبرياء إلى قلب الشَّخص، يتمّ استبعاده تلقائيًا. أولئك الذين يثقون في نقاط قوَّتهم وقدراتهم يكتشفون أنَّهم وضعوا ثقتهم في شيءٍ فارغ. لماذا تجعلهم القدرة مختلفين جدًا؟ وفقًا للمسيح، سيُرفع الذين يَضعون أنفسَهم.

فضيلة أخرى عندما تضع رجاءك في الله. لا يجب أن يكون ذلك ذريعة للخمول، بل فعلٌ إيماني. إذا انتظرت الربَّ فلن تنحني أمامَ المتاعب المختلفة. يجب على المسيحيّ المطيع أن يطالبَ بكلِّ ما هو له، كما هو مذكور في الكلمة. إنَّه خادم إيجابي لا يعرف الخوف، ولذا فإنَّ أسلوب حياته يُثبت أنَّ الإيمان هو الحلَّ لكلِّ شيءٍ.

كما يوجِّه العليُّ الأثرياء إلى فِعل الخير، وأن يكونوا أغنياءً بالأعمال الصَّالحة، وأن يشاركوا الجميع احتياجاتهم بطيب خاطرٍ، وأن يكونوا ودودين. مثالهم هو المَسيح نفسه الذي جال يصنع خيراً، ونقَلَ رسالة الله واستخدَم قوَّته لتحرير الأسرى. بوجود يسوع كمثالٍ لنا، يجب أن نشارك بفرح ونظام ما تلقَّيناه، كما كان الحالُ عندما أمرَ بإطعام الجموع، مقسِّماً إيَّاهم إلى مجموعات من 50 و100 شخص (مرقس40:6).

أعظم ثروة يتمُّ اكتسابها هو الإيمان بيسوع. لأنَّ كلَّ ما نتعلَّمه في هذه الحياة سينتهي بموتنا. أمَّا "الطعام" الذي يعطينا إيَّاه سيبقى إلى الأبد. لا تخفْ من الازدهار إذن، وابق خادماً للعليّ، مع العِلم أنَّك ستُحاسَب على الموارد التي أعطاك إيَّاها.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز