رسالة اليوم

07/07/2022 - الشَّيطانُ الصَّامت

-

-

وَكَانَ يُخْرِجُ شَيْطَانًا، وَكَانَ ذلِكَ أَخْرَسَ. فَلَمَّا أُخْرِجَ الشَّيْطَانُ تَكَلَّمَ الأَخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ الْجُمُوعُ (لوقا14:11)

الأمثلة التي تركَها الربُّ يسوع هي دروسٌ قيِّمة، مثلَ حالة شفاء الرَّجل الأخرس، المُسجَّلة في لوقا، الفصلُ 11 الآية 14. في هذا الفصل، أوضحَ لنا المسيحُ أنَّ فقدان المقدرة على الكلام أحياناً، ليست مشكلة جسديَّة بل روحيَّة أحياناً. وهذا الرَّجل سوف يتكلَّم مرَّة أخرى فقط عندما يخرج الرُّوح الشِّرير الذي فيهِ. نتعلَّم من هذا التَّحرير أنَّ الحلَّ في يسوع دائماً.

قضى السَّيد الكثيرَ من الوقت في طرد الشَّياطين. وقد علَّمنا أن نتصرَّف بهذه الطريقة. ولكنَّنا نُشكِّك في صحَّة هذا التَّعليم من خلالِ أفعالنا. قلَّة قليلة من رجال الله يؤمنون بما تمَّ تعليمه من خلال شفاء هذا الرَّجل الأخرس، وهذا هو السَّبب في زيادة عدد المسيحيين المرضى أكثرَ فأكثر، الذين يعيشون في الخطيئة ويقومون بكلِّ أنواع الشَّر. يقعُ اللَّوم على أولئك الذين لا يؤمنون بالربِّ تمامًا.

لا يكفي أن تكون مهذَّبًا وأن تتحدَّث بلباقةٍ وأن تكون مهتمًّا برفاهيَّة النَّاس وعائلاتِهم، ودائمًا ما تتصل بهم لترى كيف أحوالهم. في حالة الأحزان، لا ينفع اتِّصالٌ بغيةَ التَّعزية لفقدانِ أحد الأحبَّاء أو حتى البكاء على الكتِف. يريدُ النَّاسُ ويحتاجون إلى خدَّام مطيعين للسَّيد يطردون الأرواح الشِّريرة ويقودوهم إلى الخلاص الكامل.

عند تحليل الفِعل المُستخدم في لوقا14:11، نرى أنَّ المُخلِّص لم يعطِ أمرًا سريعًا ومباشرًا لطرد الشَّر بعيدًا. من خلال رؤية السَّيد وهو يطرد شيطانًا، يمكن أن نفهم موقفه لتحرير الرَّجل، كأن يأمرُ الشَّيطانَ بمغادرة ذلك الشَّخص إلى الأبد، آخذًا معه كلَّ المعاناة. من يتعلَّم من يسوع يتصرَّف بنفس الطريقة.

عندما خرج الشَّيطانُ، تكلَّم الرَّجل الأخرس مرَّة أخرى. هذا يوضِّح لنا أنَّه عندما يذهب الشَّيطان، ينتهي الضَّرر الذي كان يُسبِّبه. ويصعبُ تصديق أنَّ روح الشَّلل قد غادرَ مادام الإنسانُ لا يستطيع المشيَ بعد. وبنفس الطريقة إذا آمنَ السَّكير ولكنَّه لم يستطع التوقُّف عن الشُّرب أو الزَّاني الذي مازال يحتفظ بعشيقتِه. يؤكِّد الربُّ: إذا حرَّركم الابن، بالحقيقة تكونون أحراراً (يوحنا36:8).

علينا أن نأخذ الشَّخص إلى العليِّ لكي يتركه الشَّر تمامًا، لأنَّه بينما لا تزال الخطيئة موجودة في حياته، فإنَّ الرُّوح الشِّرير سيبقى. كلُّ من يسمّي نفسه مسيحيًّا، ويسلك مخالفاً الكلمة، يحتاج إلى التَّحرير. لا يهمّ المنصبُ الذي يشغله في الكنيسة؛ إذا لم يحصلْ على الخلاص، في يومٍ من الأيام، يُمكن أن يستخدمه الشَّيطان في مثل هذا العَمل القذر، بحيث يجلبُ مشاكل كبيرة وإحراجًا لملكوت الله.

الخلاصُ الكامل يُذهِلُ الجموع هكذا فجأة، تمتلئ الكنيسة بأناسٍ يتوقون إلى الخلاص. يجب أن يبدأ العملُ من القادة وعائلاتهم وأعضاء آخرين من المُصلِّين. بما أنَّه لا يُمكن لأحدٍ أن يخدم سيِّدين، سيكونُ لدينا كنيسة قويَّة فقط عندما يتحرَّر الجميعُ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز