رسالة اليوم

06/07/2022 - الكلمات تحدّد شخصيات الذين يتحدَّثون بها

-

-

قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ، وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ (يوحنا6:12)

الكلماتُ والأفعالُ تحدِّد وتكشفُ النَّاس. كلُّ ما عليكَ فِعله هو أن تكون يقظًا لإرشاد الربِّ لفهم وملاحظة بعض الحقائق خلال اجتماعات الإنجيل. الذي لا يسلك حسبَ الإيمان سيبدو غريبًا بالنِّسبة لنا بسبب أفعاله وملاحظاته. فهو يشبه الشَّخص الذي يَسعى كي يكون جزءًا من مجموعة، لكنَّه لا يشترك في نفس العادات.

كان وقتُ فرحٍ خالصٍ في بيت عنيا. كانت ستَّة أيامٍ ثمَّ يأتي عيدُ الفِصح (يوحنا12: 1-11). فصنعوا عشاءً للربِّ وكانت مرثا تخدم. وكان هناك لعازر الذي أقامه سيِّده من الموت. لا شكَّ أنَّ تلك كانت إحدى أفضل المناسبات لتعاليم يسوع.

أقدِّمُ كلَّ شيءِ لأكون جزءًا من لحظة القداسة تلك، حيث كان السَّيد، خالقُ كلّ شيء، جالسًا إلى المائدة. يا له من سرورٍ أن أجلس معه وأسمَع من فمهِ الرِّسالة الإلهيَّة! شاركَ العديد من النَّاس في هذا الاجتماع، من بينهم التَّلاميذ. بعضُ النَّاس لا يُدركون مِقدار ما يُمكنك تعلّمه في اجتماعٍ مع المُخلِّص، حتى في عشاءٍ أو مجموعة صلاة.

مريمُ أخت لعازر التي تمتَّعت بالجلوس عند قدمي المَسيح، فرِحتْ بقيامة أخيها من الموت. فعلتْ شيئًا مميَّزًا لإظهار محبَّتها للربِّ. أحضرتْ قارورة ناردين عطرٍ كثير الثَّمن، ودهنت قدمي يسوع ومسحتهما بشعرِها. فانتشرت رائحة الطيبِ في كلِّ المنزل. وقد رحبَّ الجميعُ بذلكَ باعتباره عملاً صالحاً، باستثناء يهوذا الإسخريوطي.

استاءَ يهوذا، أمين صندوق المَجموعة، من موقف مريم واشتكى قائلاً إنَّ ذاك إسرافٌ لا طائلَ منه، لأنَّه كان يُمكن أن يباع هذا العطرُ بمبلغٍ كبيرٍ ويوزّع على الفقراء. لكنَّه لم يقل ذاك لأنَّه كان يبالي بالفقراء. بل لأنَّه لصٌّ، كان يهوذا يرغب في إيداع المزيد من النُّقود في الصُّندوق، وبالتالي يختلِس أكثر.

انتبه إلى ردود أفعال النَّاس البعيدين عن الله. من يُخطئ لا يستطيع أن يرى الأشياء الرُّوحية كما هي في الحقيقة، ولكن فقط حسب إرادته المُنحرفة. الزُّناة أو الكذبة أو أيِّ شخصٍ آخر ذو سلوك بغيضٍ سيحثُّهم الشَّيطان على التَّحدث أو القيام بشيءٍ من كلام الله. إذا كنت في الرُّوح، فسترى من يقف وراء هذه الكلمة أو الفعل.

يهدفُ الخاطئ إلى منفعةٍ نفسه فقط وليس لإتمام إرادة الله. إذا تولَّى هذا الشَّخصُ السَّيطرة على خدمةٍ، فسيُصدر قراراتٍ إذا سُمِح له، تعيقُ الكنيسة. احذر! المدرسة التي افتتحَها يهوذا الإسخريوطي لم تُغلَق بَعد، وسيأتي طلابه بالأخبار دائمًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز