رسالة اليوم

01/07/2022 - صَّبرٌ مُنتَهٍ

-

-

وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «لاَ تُصَلِّ لأَجْلِ هذَا الشَّعْبِ لِلْخَيْرِ. (إرميا11:14)

كان ارميا نبيًّا حقيقيًّا، لكنَّه لم ينجح في أن يجعل شعبه يلجأ إلى الله. عانى كثيراً بسبب طاعته لأمر الربِّ، لا سيَّما ازدراء يهوذا للكلمة. لقد استخدمه العليُّ لإخبار الإسرائيليين أنَّهم سيذهبون للسَّبي، وحاول إقناع الربِّ بعدم اتِّخاذ مثل هذا القرار، لكنَّه مُنع من الصَّلاة لأجل هذه القضيَّة. إنَّه لأمرٌ محزنٌ للغاية بالنِّسبة لأولئك الذين حُكِم عليهم بالفعل.

الشَّفاعة مقبولة عند العليّ، وبسببها يخلصُ الكثيرون. ولكن عندما يديرُ شخصٌ ما ظهره عمدًا إلى الله، بعد كلِّ المحاولات الإلهيَّة، لا يُمكن فعل أيّ شيء آخر. لقد تلاعبَ الكثيرون بالحق، وفي الوقت الذي سئِم الله من التصرُّف في حياتهم، ستنتهي الصَّلاة ولن يرغب أحدٌ آخر في الصُّراخ من أجل هذا الشَّخص. وبالتالي تضيع هذه النَّفس.

المسؤوليَّة فرديَّة، وعندما يُغلق شخصٌ ما أو أمّة نفسها أمام صوت الربّ، فإنَّهم يُبطِلون عمل السَّماء. لهذا السَّبب، ليس من الحكمة التَّأخير في اتِّخاذ قرار خدمته. إذا كنت مرتبطًا بأعمالِ الجسَد تماماً، فتأكد من قول نعم لصوت الله القدير. تحدَّث معه عن نقاط ضعفك واطلب منه أن يخلِّصك من أخطائك.

كان النَّبيُّ فصيحًا وحكيمًا في التَّشفُّع من أجل شعبِ يهوذا. ولكن هؤلاء النَّاس لم يرغبوا في الخضوع إلى العليِّ. للأسف سنلتقي بأشخاص يتصرَّفون بهذه الطريقة أيضاً. أولئك الذين يقاومون الدَّعوة الإلهيَّة يُبرهنون على أنّهم يحبُّون الظلمة أكثر من النُّور، وبالتَّالي سيَقضون الأبديَّة في الظَّلام. لماذا يحتقر الإنسانُ عطيَّة الله، التي تنقذه من العذاب الأبدي وتشبع نفسَه في الحضرة الإلهيَّة؟

ينفصل بعضُ النَّاس عن الربِّ لدرجة أنَّهم لا يهتمُّون بفعلِ الخير ولا بمصيرِهم الأبديّ. وهم لا يُدركون أنَّهم لن يخرجوا مطلقاً من بحيرة النَّار والكبريت الأبديَّة. هل يجدر بك أن تمتلك عشيقة تهتم بك لمدَّة 50 عامًا، ثمّ تقضي 50 ألفًا سنة، مضافاً إليها 50 مليونًا، مضروبًة ب 50 مليارًا من السَّنوات في الجَحيم؟

لم يرفضْ الله صلاة النَّبي فحَسب، بل أمرَه بعدم إضاعة الوقت أيضاً. احرص! إذا كنتَ قد احتقرتَ صوتَ الربِّ، فسيأتي اليوم الذي لن يتحدَّث فيه معك بعد ذلك، ثمَّ ماذا سيحدث في حياتك؟ كان الغرضُ من مشورة النَّبي هو تجنُّب العبودية. ولكنَّهم لم يرغبوا في الاستماع إليه، فصدرَ الحُكم. وأنت ماذا تفعل عندما يكلِّم الآبُ قلبك؟

ذهبَ شعبُ يهوذا إلى السَّبي وبقيَ هناك لمدة 70 عامًا، محقِّقًا ما تنبأ به ارميا. أمَّا المسيح فقد نطق بشفتيه أنَّ العقوبة في الجحيم لن تنتهي أبدًا ولن تكون هناك فرصة أخرى للخلاص للذين سيُطرحون في ذلك المكان. لماذا لا تقبل يسوعَ كمُخلِّص في هذه اللَّحظة بالذَّات؟ هل تريد المعاناة الأبديَّة؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز