وَشَقَقْتُ الْمَمْلَكَةَ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَأَعْطَيْتُكَ إِيَّاهَا، وَلَمْ تَكُنْ كَعَبْدِي دَاوُدَ الَّذِي حَفِظَ وَصَايَايَ وَالَّذِي سَارَ وَرَائِي بِكُلِّ قَلْبِهِ لِيَفْعَلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فَقَطْ فِي عَيْنَيَّ، (ملوك الأول8:14)

أمرٌ جيِّدٌ أن تكون حريصاً على الاستماع إلى كلام الربِّ، لأنَّه عندما يعطيك وصيَّة، فإنَّه يوفّر لك الإرشاد والقوَّة لتحقيقها أيضاً. تلقّى يرُبعام الأمرَ بتقسيم مملكة داود بسبب عبادة سُليمان الوثنيَّة وابنه رحُبعام الذي خلفه على العرش. لم يكن متمرِّدًا لقضيّته الخاصَّة، بل اتَّبع التَّوجّه الإلهيّ من أجل إنشاء مملكة الشّمال، باسم إسرائيل (1ملوك31:11).

أعدَّ رحُبعام نفسه ليأخذ مملكة يربعام، لكنَّ العليَّ دفعَه. عندما يعطي العليُّ بركة، لا يُمكن لأحدٍ أن يأخذها. ولكن حتى قبل عمل الربِّ، كان هناك من شكّ فيه. لا تعتقد أنَّك أفضل من غيرك. كلُّ ما يفعله لنا هو جزء من خطَّته الأبديَّة وبسبب رحمتهِ (1 مل 12، 24).

إذا لم تحذر، سيستخدم الشَّيطان أحدَ أسلحتِه القويَّة- الخوف. لذلك متى كنت تخشى شيئًا سيِّئًا، انتهر الشرَّ في الحالِ. سوف يقودك الخوفُ إلى اتِّخاذ قراراتٍ خاطئة. يجب أن يعملَ رجلُ الله بالإيمان فقط. على العكسِ من ذلك سوف يفسحُ المجال للعدوِّ (1 ملوك27:12؛ أمثال25:29).

كان لدى يرُبعام الشَّجاعة لتحدِّي الربَّ، طاعةً لخطةٍ شيطانيَّة. على الرُّغم من أنَّه كان ناجحًا، إلَّا أنَّ هذا الملك لم يفلِتْ من العقاب. لقد صنعَ عِجلين من ذهبٍ ووضعهما في أماكن استراتيجية: بيت إيل ودان. وهكذا ظنَّ أنَّه يحافظ على مملكتِه، لكنَّه سقط في أيدي الشَّياطين، التي أضرَّت بعائلتِه (ملوك الأول28:12).

أرسلَ العليُّ فرصة أخيرة لإعادة يرُبعام: ذهبَ أحدُ أنبيائه إلى بيتِ إيل، وتنبَّأ أمام الملك، في مواجهة المَذبح الذي تمَّ رفعه لمواجهةِ القدير. طلبَ من النَّبي أن يدعو له كي يعود إلى طبيعتِه. ولكن حتى من خلال معجزة، لم يطلب يرُبعام رحمة الله (1 مل2:13).

هناك أناسٌ لا يعودون إلى الإيمان الحقيقي حتى بعد حصولِهم على المُعجزة. ورأى الملكُ المذبح ينكسر ويتطاير الرَّماد. صار أعرجاً وشُفي بشفاعة النَّبي ولم يتبْ. وهكذا، صار له ولأطفاله مصيرٌ مأساويٌ. لقد كان يُمكن أن تكون له قصة أخرى (1مل13: 4-6).

ستكون خسارة الأشرار كبيرة دائمًا. كان من المُمكن أن يكون يرُبعام ملكًا مثل داود. ولكنه ضلّ وحُكم عليه بالنار الأبديَّة. كم من النَّاس، بسبب مالٍ إضافيٍّ صغيرٍ، أو علاقة خارج نطاق الزَّواج، أو لقبٍ أو شيء من هذا القبيل، سمَحوا لأنفسِهم أن يُهيمن عليهم الشَّيطان! لو تصرَّف هذا الملك مثل داود لكان قدوة لنا جميعًا (1ملوك14: 7-11).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز