رسالة اليوم

24/11/2016 - منتصرون بالحق

-

-

مِنْ أَجْلِ الْحَقِّ الَّذِي يَثْبُتُ فِينَا وَسَيَكُونُ مَعَنَا إِلَى الأَبَدِ (2 يوحنا 1: 2).

إعْلانُ الرَّب لنَا أنَّ الحَقَّ ثَابتٌ فِينَا وسَيَكُونُ مَعَنَا إِلَى الأَبَدِ، وهَو اِمتيازٌ عَظيم، يَجعلُنا مُنتصرينَ إلى الأبد، ويُعْطينا أن نُحبَّ بَعَضَنا البَعض في المَسِيح، وكذلِكَ يُصْبحُ لدَيْنا القُدرة عَلى هَزيمَةِ كُلِّ شرٍّ والعدوّ لنْ يُرعِبنا.

الَّذينَ يَتبعُونَ يَسُوع يَثْبتونَ في الحَق، وهَذا يُحَمِّلَهُم مَسؤوليةً عَظيمةً جِداً، لأنَهُّم يَجِبُ أن يُلاحِظوا كَيفَية سلوكَهم، ومَاذا يَفعلونَ ومَاذا يَقولونَ. لمْ يَأتِ الحَقُّ ليَسْكُنَ فِينَا عَنْ طريقِ الصُّدْفةِ، ولكِنَهُ جَاء كَجزءٍ مِن خِطّةِ الآبِ لخَلاصِنَا. ومِنَ الصَّعْبِ عَلينَا جِداً أن نَرى مَسِيحياً يَعِيشُ في الخَطِية. والسُّؤال الَّذي يَطرحُ نَفسَهُ :- مَاذا يَحدثُ عِندمَا نَمُرُّ بتَجربةٍ ونَقَعُ في الخَطِيئة؟ هَل لا يَزَالُ الحَقُّ فينا؟ وهَل يعيشُ الحَقُّ مَع الخَطِيةِ ؟ أم أنَّهُ يَتركُ الَّذينَ يَغرقونَ في مُستنقعِ الذُّنُوب؟

إن أفَضلَ مَا في هَذا الإعْلانِ ليْسَ أن الحَقَّ يَسكنُ فِينا فقط، بل أنَّهُ سَيكونُ مَعنَا إلى الأبدِ. حَتى وإِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاء، فالرَّب يَبْقَى أَمِيناً، ولَنْ يتركَنا (2 تيموثاوس2: 13).

لكِنْ انْتَبهوا، حَذَّرنَا يَسوعُ أنَّ رُوحهُ لاَ يَدِينُ فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ ( تكوين 6: 3). كَانَ شَاول مِثالاً للَّذينَ يَتخلَّونَ عَنْ واجِبِهم. حَيثُ مَسحهُ الرَّبُ كَمَلِك عَلى إسرائيل. ولكِنَّهُ عِندمَا أخَطَأ، خَسِرَ كُلّ شيٍء ورَفَضَهُ الرَّب (1صموئيل 15: 10- 11). نحنُ لسَنَا بحَاجَةٍ لأن يُعَلّمنَا أحَدٌ الأشَياءَ المُتعلقةَ بالأمُورِ الرُّوحيةِ. لأنَّ الحَقَّ ثَابتٌ فِينَا. يَكفي فَقط سَماعُ الكَلمةِ، والرُّوحُ القُدس المُعينُ الآخرُ، الذي يُعلِّمُنا جَميع الأشَيَاءِ، سَوفَ يُعْطينَا فَهماً لمَشيئةِ الله. وأبْناءُ الرَّبِ مُنتصرونَ دَائماً.

الحَقُّ سَاكنٌ فِينا ولا يَقدرُ أحدٌ عَليْنَا، وبهِ نهْزِمُ كُلَّ شَرٍ. وكُلّمَا عَرفنَا الحَقّ أكثرَ، تَحرَّرنَا بِسُرعةٍ أكبَر مِنَ الخُرافَات والأخطَاء (يوحنا 8: 32). فَالحقُّ يَجْعلنَا نَرى جَميعَ الأشياءِ بِطريقةٍ واقعية، ولا يَسْمَحُ لمَنْ يُحِبُّهُ أن يَعيشَ في الخَطيئة أو أن يَكونَ مَخْدوعَاً. فبمُشاركتِهِ في حَيَاتِنا، لنْ نُهزَمَ أبداً. وحَتى إخوَتَنا في المَسِيح سَيتبارَكُونَ بنَا.

ليْسَ هُناك مُكافأةٌ أعَظمُ مِن السَّيرِ بِحسبِ الحَقّ، فَهوَ الرَّبُ يَسُوع نَفْسَهُ (يوحنا 14: 6). وإن ثَبتنا فِيهِ، وهَو فِينَا، سَوف نَأتي بثَمرٍ كَثيرٍ. وبإتِحَادِنَا بهِ يُحقِّقُ لنَا الانْتِصارَ دَائماً.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز