رسالة اليوم

05/06/2022 - قرارٌ نهائيٌّ حزينٌ

-

-

ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِي: «وَإِنْ وَقَفَ مُوسَى وَصَمُوئِيلُ أَمَامِي لاَ تَكُونُ نَفْسِي نَحْوَ هذَا الشَّعْبِ. اِطْرَحْهُمْ مِنْ أَمَامِي فَيَخْرُجُوا. (ارميا1:15)

الخطيئة! الخطيئة ثمَّ الخطيئة. لماذا تقبل كذبة الشَّيطان؟ للأسفِ كثيرٌ من النَّاس يقتربون من الربِّ، ولكن حتى الَّلحظة الأخيرة، يخدعَهم العدوُّ ويسمعون له بشكلٍ مأساوي. ورغم ذلك يستمرُّ الله في تبكيت النَّاس بالتَّوبة والعودة إليه، لكنَّ البعضَ يُفضِّلون الخِداعَ ويعتقدون أنَّه لن يكون هناك يومُ حِساب.

تفتحُ الخطيَّة أبوابَ أعمالِ الشَّر. لذلك، يتألَّم الضَّمير، يدركُ الشَّخص أنَّه منفصِلٌ عن الله، وفي النِّهاية يأتي الهلاكُ الأبدي. مهمَّة الشَّياطين هي السَّرقة والقتل والتَّدمير (يوحنا 10: 10 أ)، ومن أجلِ تحقيقِ هدفِه، فإنَّه يستخدمُ كلَّ حيلةٍ مُمكنةٍ، ممَّا يجعلُ النَّاس يعتقدون أنَّهم الأعظم، حتى عندما يخطئون يجعلهم يظنّون أيضًا أنَّ الله لن يدينَهم. تصرَّفَ شعبُ يهوذا بهذه الطَّريقة في الأيام التي سبقتْ تدمير نبوخذ نصَّر لأورشليم.

أمرٌ سهلٌ جدّاً حلّ مشكلة الخطيئة: اعترِف بها فقط. إذا كان لدى شخصٌ ما الجرأة على فِعل الخطيئة، فلماذا لا يجرأ ويكشِف مثل هذا التَّعدي؟ فالذي لا يُصلِح وضعَه مع الربِّ الذي هو غنيٌّ بالمغفرة يخطئ مرَّتين. في المرَّة الأولى، استسلمَ الإنسانُ للتَّجربة؛ وفي المرَّة الثَّانية، لأنَّه كان ينبغي أن يعترف بذنوبهِ للربِّ، لكنَّه لم يفعل ذلك. يُدرك بعضُ النَّاس أنَّ عليهم تسوية الأمر مع الشَّخص الذي أضرُّوا به، لكنَّهم لا يتبعون هذا الأمر الإلهي. وفي كلِّ مرَّة لا يعترفون، يرتكبون خطأً مرَّة أخرى.

حتى اللَّحظة الأخيرة، يأمرُ العليُّ أولاده ألَّا يُخطِئوا. قالَ بعضُ الَّذين أخطأوا إنَّهم كانوا يرتجفون حتى اللَّحظة التي يرتكبون فيها الخطيئة. كأنَّهم سمِعوا أحداً يأمرهم بألَّا يَعصوا. كانوا في حالة شكٍّ، فاستسلموا للإغراء وأخطأوا. منذ ذلك الحين، صاروا مستائين وخاضوا تجارب عظيمة. إذا لم تكن هناك توبة وتعويضٌ، فسوف يعانون أكثر من ذلك بكثيرٍ.

هناك من لديه تبكيتٌ قويّ بروح الله، ويصرّ على الاعتراف، بمجرَّد أن يعرفَ ما سيحدث له يوم الدَّينونة؛ لكنَّ الشَّر في قلبه لا يسمح له أن يتكلَّم بالحقّ. لذلك في كلِّ يومٍ، لا يوجد إلَّا الألم والمشاكل والعَثرات، لأنَّه في يدِ الشَّيطان. هناك طريقة واحدة فقط للهروب من هذا الفخِّ. اقترب من الله، لأنَّه يقولُ ارجع!

حقيقة عدم توبتك يمنع الربَّ من مسامحتِك. عندما يُصدِرُ اللهُ أمرَه، لن تغيِّر ذلك حتى صلاة ممثِّل الشَّريعة والأنبياء. إذا كنت قد تجاوزت الأمر، فلا تنتظر لترى ماذا سيحدث فقط، لأنَّك بالتَّأكيد ستُعاني من عواقب مواقفك.

أمَّا بالنِّسبة لشعبِ يهوذا، فقد أرسلَ الله ارميا، الذي حذَّرهم بدموعٍ من مصيرِهم ليلَ نهار. ولأنَّهم لم يجعلوا الأمور في نصابِها الصَّحيح، ساروا بأمرِ من نبوخَّذ نصَّر إلى بابل ومكثوا هناك لمدَّة 70 عامًا، تمامًا كما أعلنَ النَّبي.
قالَ يسوعُ أنَّ السَّبي الذي ينتظر غير التَّائبين هو أبديٌّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز