رسالة اليوم

02/06/2022 - لا تدع الله يتخلَّى عنك

-

-

لِمَاذَا تَكُونُ كَإِنْسَانٍ قَدْ تَحَيَّرَ، كَجَبَّارٍ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخَلِّصَ؟ وَأَنْتَ فِي وَسْطِنَا يَا رَبُّ، وَقَدْ دُعِينَا بِاسْمِكَ. لاَ تَتْرُكْنَا! (إرميا9:14)

نشأت مملكة يهوذا من التَّمرد الذي قاده يرُبعام عندما حكمَ رحبُعام بن سُليمان في إسرائيل. شكَّل المتمرِّدون مملكةً بعشرة أسباطٍ من أصلِ اثني عشرَ سبطًا واحتفظوا باسم إسرائيل. اقتصرَت سيادة حفيد داود على سِبطي يهوذا وبنيامين. حَكمَهم بعضُ الملوك الذين كانوا يخشَون الربَّ. ولكنَّ آخرون قد احتقروا وأحزنوا العليِّ.

كان مصيرُ الشَّعب السَّبي إلى بابل، لأنَّهم ضلُّوا عن الله كثيراً حتى تركَهم أيضًا. إنَّ تجاهل محبَّة الآب السَّماوي يجلب درساً قاسياً دائماً. الله لا يتساهل مع الجُحود. ببساطة، من غير المقبول للشَّخص الذي ساعدَه الله أن يقرِّر عدم خدمته، وبالتَّالي البقاء في الخطيئة أو في رغباته الفانية.

صرخَ النَّبي إلى العليِّ ليرحَم الجيلَ المُختار، لكنَّ طلبه قوبل بالرَّفض. كُنْ حذراً مع أسلوب حياتك! لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ (بطرس الأولى 5: 8)، وقد استطاع أن يقودَ كثيرين إلى الضَّلال. لذلك فإنَّ التَّحذير الإلهي هو: أولئك الذين يقِفون يجب أن يقاتلوا حتى لا يسقطوا (1 كور12:10).

إنَّ الذي يبقى في الخطيئة ويحاول تبرير أفعالَه، في يومٍ من الأيَّام، سيكتشف أنَّ صبر الله القدير قد انتهى. فلماذا تحتقر محبَّة الله وتقبل كراهية الشَّيطان؟ إلى جانب الهلاك الأبدي، وهو أسوأ بكثيرٍ ممَّا تتخيَّل، ستكون حياتك حزينة بشكلٍ كاملٍ. إذا كانت الأبواب مفتوحة للشِّرير، فستختبر أنت وعائلتك كلَّ أنواع الشَّر.

ينخدع بعضُ النَّاس بالشِّرير لدرجة أنَّهم يعتقدون أنَّ فرصةً ما ستُتاح لهم في اللَّحظة الأخيرة. عندما قال الربُّ أنَّ يهوذا سينتقل مسبيٌّ إلى بابل، حاولَ النَّبي ارميا، الذي عرفَ كيف يقترب من الربِّ أن يصلِّي كي يحصل على استجابة، ويغيِّر هذا المَصير، لكنَّه لم ينجح! فلا تدع الله يتركك.

عندما يأمرُ الله بأمرٍ فلا شيء يجعله يتراجع. على الرُّغم من أنَّ ارميا كان خادمًا له وعاش في محضرِه، وعمِل إرادته، إلَّا أنَّ الله لم يستجِب له، لأنَّ شعب يهوذا قد تمادى في التَّمرد. سيأتي وقتٌ يسمع فيه كثيرٌ من النَّاس نفس الإجابة من الربِّ، لأنَّهم لم يأخذوا رحمته في عينِ الاعتبار وأحبُّوا الخطيئة. لذا استغلَّ هذه اللَّحظة للاعتراف بخطئك واحصلْ على مغفرة الله.

الأفضلُ أن تجاهدَ وتحاربَ حتى لا تسقط في المَعصية. لماذا نترك الوجود الالهي ونتخلَّى عن القداسة؟ لا مقارنة بين العيش في حضرة الله والخروج عن رحمتهِ. معه كلِّ شيء وبعيدًا عنه ستختبر كراهيّة الجحيم.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز