رسالة اليوم

31/05/2022 - لا إلهَ آخر

-

-

لاَ تَرْتَعِبُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. أَمَا أَعْلَمْتُكَ مُنْذُ الْقَدِيمِ وَأَخْبَرْتُكَ؟ فَأَنْتُمْ شُهُودِي. هَلْ يُوجَدُ إِلهٌ غَيْرِي؟ وَلاَ صَخْرَةَ لاَ أَعْلَمُ بِهَا؟» (إشعياء8:44)

الربُّ هو الإلهُ الوحيدُ الباقي إلى الأبد، لذلك لا داعي للخوف من تهديدات العدوِّ. لقد وعَدَ العليُّ بالحفاظ على شعبهِ آمنًا، وعلى الرُّغم من أنَّ العدوَّ يضربُ حياتك بكامل قدرته المدمِّرة، إلَّا أنَّه لن ينجح. الغدُ ملكٌ للآب، لأنَّ مشيئته سوف تسود، وقراراته ستحدث، على الرُّغم من أنَّ البشر يفكِّرون بشكلٍ مختلف.

لا تخفْ، فرغم أنَّه القدير، لكنَّه يحبُّك كأنَّك الشَّخص الوحيد في العالم. إنَّ وعوده، المسجَّلة في الكتاب المُقدَّس، تهمُّنا جميعًا، ولهذا يجب أن تتمسَّك بتلك التي تفهم أنَّها لك في ذات اللَّحظة التي يكشف لك عنها؛ وبالتَّالي لن تحتاج حتى للمطالبة بها. عندما تقبل الإيمان بيسوع، فلن تعود بحاجة إلى طلب البركات.

كُنْ جريئًا عندما تقترب من الآب السَّماوي لتحتلَّ مكانك في المسيح. أمَّا الخجولين فلا يرضوا الله، بل الذين يتمسَّكون بتوجيهاته من خلال الكلمة فقط. يفرح الربُّ بسلام أبنائه. هكذا كان مع إبراهيم الذي آمن به وحُسِب له برَّا (يعقوب23:2). نفس الشَّيء سيحدث معك. جميلٌ أن تؤمن بالله القدير!

هناك شعورٌ بأنَّ الله حقيقي وأنَّه هو الربُّ الوحيد الذي يخدم والذي يستحقُّ كلَّ احترام في قلب كلِّ إنسان. حتى أولئك الضَّالين، الذين لم يسمعوا شيئًا عن العليِّ، يؤمنون بوجود قوَّة عظمى، خالقٌ يعتني بكلِّ شيء وكلِّ شخص، لكنَّهم لا يعرفونه حقًا، لذلك فهم قادرون على عبادة شجرة أو حتى حيوان. عندما يتعلَّم هؤلاء النَّاس كيف يذهبون إلى الله، يكونون قد حقَّقوا نفوسهم تمامًا.

إنَّ طبيعتنا وما يوجد في الطبيعة يُثبت وجود الخالق. لو لم يُعلن الآب نفسه للخليقة ولم يسجِّل ما هو ضروريٌّ للقيام به من أجل الوصول إليه، لكانت المسؤولية تقع على عاتقِه. وهذا أحد أسباب تعليم أبنائه نشر البشارة في جميع أنحاء العالم. هذا امتيازٌ للجميع، ولكن هناك أشخاص يعتقدون أنَّ هناك مهام أكثر أهميَّة يجب القيام بها. مواطن مسكينٌ!

العليُّ هو الأساسُ الوحيد الذي يُمكن للنَّاس أن يضعوا أنفسهم فيه وأن يبنوا حياتهم عليه. طوال حياتي، لم أجد أبدًا شخصًا واحدًا آسفاً على الإيمان به، على عكس أولئك الذين ضلُّوا، كثيرون منهم يشتكون ويبكون عندما يذكرون كيف كانوا سعداء بجانب السَّيد. الشَّخص الذي يعيش الكلمة لا يعرف الهزيمة أو المعاناة. هم دائما إيجابيون ومصمِّمون على الفوز ولا يستبدلون الربَّ بأيِّ شيءٍ.

لقد اختارنا الآبُ الأبدي كشهودٍ له. ما فعله من أجلنا سيقودنا إلى التَّحدث عنه بمزيد من الرِّضا. معه، لا هزائم، تُشفى الآلام؛ تُحلُّ المشاكل وتتحقَّق النِّعم. لا يوجد شيء أفضل من أن تكون قادرًا على الدُّخول إلى راحة الربِّ- الإنجيل- وألَّا تتعرَّض لقوى الظلمة مرَّة أخرى.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز