رسالة اليوم

21/11/2016 - لا تَخْتَلِطوا بأفَكَارِ الْعَالَمِ

-

-

فَاخْضَعُوا لِكُلِّ تَرْتِيبٍ بَشَرِيٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ. إِنْ كَانَ لِلْمَلِكِ فَكَمَنْ هُوَ فَوْقَ الْكُلِّ( بُطرس الأولى 2: 13).

أبْناء الرَّب لا يَتَدخّلونَ في الشُؤون السِّياسيَة للدِّوَل وإسقاطِ الحُكومَات، حيثُ يوجَد لدَيْنا عَمل آخر أسْمَى، فَلا يَجبُ أن نتَورّطَ بمِثلِ هَذه الأُمُور. ومَهمَا كانَ نَوع الحَاكم يَجبُ أن نَخْضَع لهُ بِمحبةِ الرَّب.

لِنَتذكّرَ دَائماً أن مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ (أَفَسُسَ 6: 12). وهَذِهِ المَعرَكَةُ نَكسَبُها فقط إذا تَبِعْنا الرَّب، وأطَعْنَا كَلمتهُ. فهو المُسيْطرُ عَلى كَلِّ شَيْء، وأبْناؤهُ الَّذينَ يَخْدُمُونَهُ بالرُّوح وبالحَقّ لنْ يَسمَح لأيّ واحدٍ منهُم أن يُهزَم أو يُعَاني.

لِذَلِكَ يَجبُ ألا نشْتركَ مَعَ الَّذينَ يَحْتجُّونَ ويُريدونَ إسْقاطَ الأنَظِمَة، ولا نتدخّلَ في أي شيئ قد يُسبّبُ لنَا المَشاكِل، ولكِنْ لنَخدِمَ الرَّب حَقاً، ونَعيشَ كُلّ مَا تُعلمُنَا إياهُ الكَلمة. لِتَكونَ ثِيَابُنا بَيْضَاءَ فِي كُلِّ حِينٍ (جامِعة 9: 8). فَالأمُورُ المُختصةُ بالعَالمِ يِجِبُ أن تُحَلَّ بَعيداً عَنّا، نَحنُ الَّذينَ لدَيْنَا عَملٌ إلهي لإنْجَازِهِ. فَمُهمتُنَا أعَظَمُ، ويَتمُ تَحقيقهَا بالَّذِينَ يَعرفونَ الرَّبَ حَقاً.

مَحبَتنا للرَّبِ تَعني طاعَتنَا لوصَايَاه، ويَتطلّبُ الأمرُ مِنَّا أن نَخَضعَ للحُكامِ، والأفَضَل لنَا عَدمُ الدُّخولِ مَعَهُم في حِواراتٍ لِمناقشةِ القَضايا الحُقوقية أو القَانُونية. ويُعتَبرُ هَذا النَّوعَ مِن الخُضُوعِ تَعبيراً عَنْ اِحتِرامِنَا للرَّب. لأنَّنَا نُؤمنُ أنَّ الحَاكمَ لا يَحصَل عَلى أي سُلطةٍ إنْ لمْ تُعطى لهُ مِن فَوق، سِواء كَانَ بالانْتِخاب، أو بِالاسْتيلاءُ عَلى الحُكْمِ بِالْقُوَّةِ.

 

مَمْلكَتُنَا لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ (يوحنا 17: 14؛ 18: 36). لِذلِكَ عَلينَا أن نَكونَ أوفِيَاء ومُطِيعِين لإلهِنَا. وكُلّ حُروبِنَا وجُهودِنا تَكونُ لِتَأسِيسِ مَلَكُوتِ يَسُوع الأَبَدِيّ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز