رسالة اليوم

20/05/2022 - تجنَّب الإساءة لأيِّ شخصٍ

-

-

وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ! (متى7:18)

هذا التَّحذير أقوى بكثيرٍ ممَّا تتصوَّر. الإساءةُ هي مِثلَ الخطيئة التي ارتكبَها آدمُ في جنَّة عدنٍ، عندما تمكَّن الشَّيطان من اختراق عالمِنا. يسمحُ هذا النَّوع من السُّلوك للعدوِّ بالدُّخول في حياة الشَّخص الذي تعرَّض للإيذاءِ أو أدَّى الخطأ. لا شكَّ أنَّ من يتسبَّب في الضَّررِ لشخصٍ آخر قد استُخدم بالتَّأكيد من قِبَلِ الشَّيطان لتحقيق إرادتهِ المُنحرِفة، وفي نفسِ الوقتِ، يسيءُ لخطَّة الربِّ.

تُنتِجُ الجَرائم عدَّة آثارٍ والعديد من الأمثلة السَّيئة. عندما صنعَ يربعامُ عِجلين من ذهبٍ وأمرَ إسرائيلَ أن يعبدوهما- وفقًا للملك، كانت هذه الآلهة هي التي أخرجتهما من مِصر- لم يؤذِ شعبه فقط، بل الأجيال القادمة أيضًا (1 ملوك28:12). بعد أكثر من مائتي عام، نُقل الإسرائيليُّون إلى أشُّور ولم يعودوا إلى الأرض التي مُنحِت لهم أبدًا.

إنَّ حدوثَ المواقف التي تجعل النَّاس ينأون بأنفسِهم عن الله العليِّ أمرٌ حتمي، تمامًا كما قالَ يسوعُ. اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ» (مرقس38:14)، لا ينبغي للمرء أن يؤذي نسله ولا الآخرين الذين يعرفون خطأهم ويتبنون سلوكًا مشابهًا. سيُحرم الأشرار من البركات التي ستُعطى لهم، لأنَّهم لم يبقوا أوفياء. يُمكن أن يؤثِّر سلوكُنا في مصلحةِ النَّاس أو في تصرُّفاتهم الخاطئة.

الشَّخص المسؤولُ عن أيِّ عملٍ يؤدي إلى عثرة الآخر سيدفع ثمنًا باهظًا جدًا. وِفقًا للسيد: «وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي، فَخَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَرِ رَحًى وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ (مرقس42:9). إنَّ عمله أخطر بما لا يُقاس من الشَّر الذي قد يرتكبه الآخرون بحقِّه. الشَّخص الذي يُطيعُ الشَّيطان لا يمتلك محاكمة عقلية سليمة.

أولئك الذين ينشرون القدوة السَّيِّئة هم جزءٌ من مجموعة الذين يتسبَّبون في تعثُّر الآخرين أيضاً. هذا أمرٌ يدفعُ الذين يحبُّون "الثَّرثرة" التَّفكير فيه قبل التَّعليق على سقوط الآخرين. لا يُمكننا السَّماح لأنفسِنا بأن نتأثَّر، كما لو كنَّا متَّحدثين، ننشر أخطاء الآخرين. يطلب خدَّام الربِّ المَجد الإلهيّ، وليس لذة الشَّيطان المشتعلة. نحن مدعوُّون لنكون صانعي سلام. (متى 5: 9).

الشَّهادة السَّيئة التي يُدلي بها الشَّخص المُخلَّص، أو التي ينشرها، يمكن أن تُبعِد أولئك الذين أسيء إليهم عن الله. ربَّما يستسلم هؤلاء النَّاس للخطيئة، لأنَّ ما رأوه أو عانوه يكون بمثابةِ حافزٍ لهم لعدم احترام الربِّ، ويغلق أمامَهم أيَّ علاقة مشروعة توافق عليها الكلمة. يُمكن أن تستمرَّ الصَّدمة مدى الحياة. ومع ذلك، فإنَّ العمل الصَّالح يُعطي شرطًا ليقود شخصًا ضالًّا للعودة والالتزام بالمقدَّسين.

أخيرًا، كلُّ إهانةٍ يُمارسها المسيحيُّ هي بمثابة طعنةٍ في ظَهر الربِّ. لقد دعانا لملكوته الأبدي، ولكن عندما نسمح بوعيٍ للشَّيطان أن يستخدمنا، فإنَّنا نرتكب خطأً يَصعُبُ أن يُغفَر لنا. لذلك السِّر هو الهروب من كلِّ ما يأتي من الشِّرير، لأنَّ كلَّ جريمةٍ لها عقابها. كُنْ حكيماً وافعل ما يُرضي الآب!

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز