رسالة اليوم

18/05/2022 - ماذا سيَحدثُ بعدَ لمستِه

-

-

فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا». (متى7:17)

يا لهُ من يومٍ مميَّزٍ لبطرس ويوحنَّا ويعقوب عندما صَعدوا مع السَّيد إلى الجبل بدعوةٍ منه، ورأوا الأشياء التي تركتهم في حالة من الدَّهشة والخوفِ في نفس الوقت. هذا هو المجد الذي يريد الله أن يُظهره لنا. الأشخاصُ الذين ليس لديهم خبرة مع الربِّ لا يثبتون فيه، وعندما تأتي التَّجربة، فإنَّهم يَميلون إلى الاستسلام. ولكن الأشخاص الذين يَرون مجده ويستمِعون إلى صوتهِ، فيهربون من التعثُّر بكلِّ أشكالهِ.

اقترب السَّيد من تلاميذه بعد ذلك "المشهد السَّماوي"، ولمسَهم وهدَّأهم، وأعطاهم رسالة كانت هامَّة جدًا بالنِّسبة لهم. دون شكٍّ، سوف تبنينا أيضًا إذا فهمنا ذلك. لا يوجد شخصٌ واحدٌ من بين المخلّصين ليس مهمًا في عيني الله؛ لذلك لا تخفْ إذا تلقَّيت وحيًا من الله. على سبيل المثال، هناك أمور أعظم احتفظ بها لفيليبس لكي يراها، ولكي يراها كلُّ واحدٍ منَّا أيضًا.

تفرح روحُك عندما يقتربُ السَّيد منك، ومن ذلك الحين فصاعدًا، ستبدأ في فهم الكلمة، وبمجرَّد أن تؤمن بها، سترى أنَّ صلواتك سوف تُستجاب. خطة الله للبشرية تشملك أيضاً. لذلك لا تصدِّقوا كلَّ ما يخالف الكتاب المقدَّس أو يختلف عمَّا هو مكتوبٌ فيه. الحفاظ على الوحي هو الشَّيء الصَّحيح الذي ينبغي عمله. مع الفرح الذي ستشعر به بمجرَّد أن يلمسك الربُّ، ستنال الإيمان للتَّغلب على أيِّ موقفٍ.

هناك أناسٌ يهربون من الله بقدر ما قد يبدو الأمرُ غير معقول. الآن، هو أبٌ وسوف يصنع لنا الخير فقط. لا تهرب من اللَّحظات الجميلة التي يُريد أن يمنحك إيَّاها. ما يُظهرهُ لك الربُّ أو يكلِّمك به سيغيِّر حياتك تمامًا. إنَّ فتحَ عقلك وقلبك لتلقي المزيد من الفهم سيؤدي إلى تحوِّل رائع في حياتك. من يَرى مجدَ الله لن يكون نفس الشَّخص أبدًا. كلُّ ما يفعله الآبُ من أجلنا ومن أجل مصلحتِنا يهدف إلى تحويلنا إلى شخصٍ أفضل ومباركاً أكثر.

أمرَ السَّيد التلاميذ أن ينهضوا، وهذا ما يُريده لنا أيضاً: أن ننتصبَ على أقدامنا. أولئك الذين ينهضون على أساسِ الكلمة لا يُعانون ويتحرَّرون من أيِّ عبودية وحياة بائسة، وفي بعض الحالات يُنقذَون من حياة الخطيَّة. الوصيَّة التي أعطاها يسوع تحمل معها فضيلة فعل ما هو ضروري. من يقاوم الله يخسر الكثير. من ناحيةٍ أخرى، من يؤمن بكلمة العليِّ يحصل على مساعدتِه.

انظر، الأمرُ المُعطى لك للنُّهوض هو أكثرَ من مجرَّد تغييرٍ في الموقف؛ إنَّه مدخلك كمحاربٍ للآب في معارك الإيمان. لا يُمكن هزيمة ابن العليِّ في أيِّ معركة، لأنَّ الله نفسه يتقدَّم أمامه ويفتح أبواباً لن تُغلق أبداً. والباب الذي يُغلقه لا يفتحه أحدٌ (رؤيا 3: 7). على الرَّغم من أنَّ بطرس ويعقوب ويوحنا كانوا مسبقاً تلاميذه، إلَّا أنَّ يسوع قال لهم ألَّا يخافوا.

تمسَّك بجميع التَّوجيهات التي قدَّمها الله العليِّ لك. علاوةً على ذلك، لا تتباهى بنفسِك أبداً، ولا تضع نفسَك في مواقفٍ خطيرة. اقترب الله إلينا لتغيير حياتنا. بالنَّتيجة، لقد أعدَّ الكثيرَ من الأعمال الصَّالحة لكي نسلك فيها (أف 2: 10). اعرفْ وقت زيارتك ولا تختبئ من السَّيد. بمجرَّد أن ترى المجدَ الإلهي، لن تكونَ كالسَّابق أبدًا. ليتَ الربّ يتقدَّم حياتكم بآياتِه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز