رسالة اليوم

16/05/2022 - أسبابُ وجود شعب الله في العُبودية

-

-

قَد سُبِيَتْ يَهُوذَا مِنَ الْمَذَلَّةِ وَمِنْ كَثْرَةِ الْعُبُودِيَّةِ. هِيَ تَسْكُنُ بَيْنَ الأُمَمِ. لاَ تَجِدُ رَاحَةً. قَدْ أَدْرَكَهَا كُلُّ طَارِدِيهَا بَيْنَ الضِّيقَاتِ. (مراثي إرميا3:1)

لو استجابَ شعبُ يهوذا لتحذيرات الربِّ لَما مرُّوا بالعبودية. من لا يُطيع ما تقوله الكلمة في قلبِه، عاجلاً أم آجلاً، سيُسلم إلى قوى الظُّلم. لم يستخدم القدير أنبياءَه لإعطاء الرَّسائل في بعض الأحيان فقط، ولكن لأنَّهم لم يهتمُّوا بها، جاء اليوم الذي أتى فيه نبوخذ نصَّر وأخذ الأمة بأكملها إلى بابل.

أدخلَهم الشَّيطان في حزنٍ كما شاء. حذَّرهم القديرُ من أنَّ هذا سيحدث، لكنَّهم استمرُّوا في التَّمرُّد. الآن، أولئك الذين تحرَّروا ودُعي عليهم اسمُه القدُّوس بموجب دعوته المجيدة، ثمَّ عادوا وسلَّموا أنفسهم للعدوِّ. تعلَّموا عندئذٍ كم هو مؤلم إهمال الوصايا الإلهيَّة. والذين ابقوا أنفسَهم في حالة التمرُّد على دعوة الله، سيُحكم عليهم بالهلاك الأبدي في يومٍ من الأيام. والذي يتَّصِف بالعناد سوف يتعلَّم أنَّه لا يستطيع الاعتماد على رحمة الربِّ بعد الآن.

كانت العبودية مُهينة لأحفاد الملك داود. في أيَّام ابن يسَّى، كانوا قادة الأمم المحيطة، لكنَّهم صاروا عبيد الذلِّ في بابل، حيث لم يعُد لهم حقوق ولا يُمكنهم عبادة الربِّ بحرِّية. لقد أمضوا وقتًا طويلاً كعبيدٍ لأناسٍ لا يؤمنون بالربِّ، رغم علمِهم أنَّ الربَّ رفعهم ليقودوا وليس ليتعرَّضوا للمهانة؛ لكنَّ الغباء جرَّهم إلى هذه الحالة.

لقد تصرَّفوا كأشخاصٍ أغبياءٍ، ولم يروا أيَّ حرجٍ في أخطائهم. وهكذا زرعوا التمرُّد فحصدوا ثمارًا مرَّة. أولئك الذين يقاومون خطط الربِّ لن يكونوا أوفر حظًا، فكلَّما زاد تجاهلهم للربِّ كلما زاد تجاهله لهم لاحقًا. يعلِّمنا الكتابُ المقدَّس أنَّ كلَّ ما يزرعه الإنسان إيَّاه يحصُد أيضاً (غلاطية7:6)، ولهذا لن يتحسَّن وضعُ الذين لا يطيعون الربَّ في أيِّ شيء. من الضَّروري أن تمتحن نفسك.

الآن، لم يَعُد لهم وطنٌ ولا حرِّية، والذين لم يؤمنوا بالربِّ صاروا "أسيادهم". تركَ شعبُ يهوذا أرضهم ليعيشوا في وسِط الأمم. ماذا يمكنهم أن يفعلوا؟ هل سيعودون للحرِّية يومًا ما؟ نعم، لأنَّ الله قد وعَد بذلك. هل هناك إمكانية للذي دينَ في الحكم النِّهائي أن يحصل على الغفران والحرِّية مجدَّداً؟ يقول الربُّ القدير لا (لوقا26:16). لن يغادر أحدٌ العذاب الأبدي. من طُرح هناك سوف يتعذَّب إلى الأبد.

كثيرون في الخطيئة، مقيّدون في الإدمان، والدَّعارة، وخيانة الأمانة وغيرها من الأخطاء. بالنِّسبة لهؤلاء، لا يوجد راحة، تمامًا مثل سكان يهوذا. بقوَّتهم الخاصة، لم يكونوا قادرين على تحرير أنفسِهم من تلك الإمبراطورية القوِّية. محزنةٌ ومؤسفةٌ هي حالةُ الضَّالين!

يعرفُ الشّيطان أنَّ كلَّ ما عليك انتظاره هو يوم الدَّينونة الأخير لتكون معه في العذاب الأبدي. لهذا السَّبب، بينما لا يزال هناك وقتٌ، تصالح مع الربِّ. اقترب منه في الصَّلاة واعترف بأخطائك، وحرِّر نفسك من كلِّ الذُّنوب التي تقوم بها. تفصل الخطيئة النَّاس عن الله، وتأخذهم إلى الألم الأبدي. اليوم هو يومك لتسوِّي وضعك مع القدير.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز