رسالة اليوم

19/11/2016 - منْ يَدخُلَ رَاحَةَ الرَّبِ

-

-

حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي (العبرانيين 3: 11).

لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ واحَدة مِنْ كَلاَمِ الرَّب الَّذي تَكلمَ بهِ (يَشُوعَ 21: 45؛ سفر المزامير 119: 160).

الَّذي يَسمعُ صَوتهُ، ولا يُنفِّذُ مَا أمرهُ بِهِ سَيواجهُ المَتاعبَ، لأنّ الَّذين يُطيعونَ الرَّب سَيدخُلونَ راحتهُ فقط. فعِندمَا لا نَفعلُ مَا يَقولهُ لنَا، نَحنُ بِذلكَ نَتحدّاه، لذا لا يَنبغي أن نُقَسِّي قُلوبَنا عِنْد سَماعِ صَوْتهِ، ونَفعلُ كُلّ مَا يأمُرنَا بِهِ، لأنَّ العَذابَ الأبدي مُخِيفٌ جِداً.

لقَدْ خَطَطَ الرَّبُ لِخَلْقِ العَالم وكُلِّ ما فِيهِ وأنْشَأهُ مِن العَدَمْ. نَحنُ لا نَعلمُ مَاذا يَدور في فِكر الرَّب سُبحانهُ. ولمَاذا قَامَ بِعَملِ أشياءٍ كَثيرةٍ في الكونْ وفي النِّهَايةِ، خَلقَ الإنْسَان؟ فَهذه الأَسْرَارِ مخْفيةٌ عنّا. لكِنْ الرَّبَ مَشِيئتهُ دَائماً عَظيمةٌ، وهذا شيئٌ مُؤكدٌ، وممّا لا شَكَّ فِيهِ أنَّ الكَائنَ الْبَشري هو العَملُ الرَائِعُ الَّذي صَنَعَهُ بيديهِ. وخَلقَ كُلَّ الأشياءِ قَبلَ الإنْسَان. لِكي لا يَنْقصهُ شيئ عِندمَا يأتي إلى العَالم.

كَانت الخَطيئةُ التي اِرتكبهَا آدمُ خِيانةٌ للرَّبِ. وبِهَذا أفشلَ خِطَةَ الرَّبِ وأصْبَحنا مُلكٌ للشَّيطانِ. وبالرُّغمِ مِن ذَلِكَ، لمْ يَتَخلَّى الرَّبُ عَنْا، وأعَدَّ خِطةً لإنْقَاذِنَا، وأرسَل ابْنَهُ الوَحيد إلى العَالم لكي يَدفعَ ثَمنَ خِيانة الإنْسَان الأول. قامَ يَسُوعَ بعَملِ كُلّ شَيئ: نَزلَ إلينَا، أخَذَ طَبيعَتنَا، شَهِدَ للحَقّ، حَمَلَ خَطَايَانَا، ومَات وقَامَ لأجْلِ تَبْريرِنَا. وتُعلنُ لنَا الكَلمةُ بأنّ كُلّ شِيئٍ قدْ تَمّ، ويَنْبغي عَلينَا فقط أن نَقبلهُ كَسَيِّد لنَعودَ ونَصيرَ أَوْلاَدَ اللَّهِ (يوحنا 1: 12).

ومَن لا يَقْبل كَلمتهُ يَجْعَلهُ كَاذِباً وهُو لنْ يَدخُلَ رَاحَةَ الرَّبِ، وهَذا مَا حَدثَ مَع بَنِي إسَرائيل عَنِدمَا كَانوا في طَريقِهِم إلى كَنَعَان، ولمْ يَسْتَطيعوا الدُّخُولَ إلى أرضِ المُوعد. أعْظم خَطيئة هِي عَدَمُ تَصديقُ الرَّبِ، والأكثرُ حَمَاقةً هو عَدمُ الخُضُوعِ لِكلمتهِ. وهَذا ما يَحْدثُ مَع الشَخَص المَسيحيّ الَّذي يُكلّمهُ الرَّب مِنْ خِلالِ الكِتابِ المُقدس، كذلِكَ خَادمُ الرَّبِ الَّذي يَعلم كَلمتهُ جَيداً، ولكِنْه بِسببِ بَعْضِ الأُولوِيَات نَجِدَهُ يَترُكُها في المَرتبةِ الأخِيرة. وفي اليَوْمِ الأخِيرِ كُلّ مَن فَعَل هَذا سَيعرفُ أنَهُ كَانَ أحْمَقٌ جداً.

أقسَمَ الرَّبُ بأنَهُ سَوفَ يُدخِلُ بَنِي إسرائيل لأرْضِ المَوْعِدِ (سفر التكوين 12: 7؛ 15: 18؛ 17: 8؛ سفر الخروج 3: 8). لكِنَهُّم، فَضَّلوا أن يَسْمَعوا للعَشْرِ جَواسِيس الَّذينَ أحْضروا لَهُم أخباراً سَيّئة (سفر العدد 13، 14). والنَتِيجَةُ لمْ يَدْخُل أيّ مِنْهُم الأرْض (سفر العدد 20). وفي هَذا تحذيرٌ لِكُلِّ الَّذينَ لا يُؤمنونَ بِمَا يَعدهُم بهِ الرَّب.

ليْسَ لنَا خَيَار: إن آمَنّْا، سَنقْضي الأبَديةَ مَع يَسُوع؛ وإن لم نؤمن، فسنكون تابعين لإبْليس ونُطْرحُ مَعَهُ في بُحيرةِ النَّارِ والكِبْريتِ المُعدَّةُ لهُ ولأعْوانِهِ (متى 13: 41، 42؛ مرقس 16: 16: يوحنا 8: 24؛ سفر الرؤيا 20: 15). فَعدمُ الإيْمَانِ بالرَّب يَعني مَعْصِيَته (سفر المزامير 78: 40). والعَذابُ الأبَدي حَقيقةٌ وسَيكونُ ثمناً لعِصْيَانِنَا.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز