رسالة اليوم

26/04/2022 - لا تخفْ أبداً

-

-

أَيْضًا إِذَا سِرْت ُفِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي. (مزمور4:23)

يحتاجُ كلُّ خادم لله أن يتعلَّم أنَّ الخطَّة الإلهيَّة لحياتهِ يجب أن يوجِّهها الرُّوح القدس، ممَّا يُثبت أنه ينتمي إلى الربِّ (رومية14:8). هذا هام للغاية، فالذين يتمرَّدون على هذا النِّظام يُصبحون غير مَحميين. الآن إذا رأى العدوُّ أنَّك تتصرَّف بتوجيهاتك الخاصَّة، وليس تحت إرشاد الربِّ، فيُمكنه الاستفادة من ذلك ومهاجمتك. لا يهمَّ إلى أين يقودك العليُّ؛ سوف يمضي أمامك ليمنحك النَّجاح الكامل.

هذا الأمرُ وثيق الصِّلة بالموضوع، لأنَّ الله في كلِّ مكانٍ فعلاً. وحقيقة أنَّه يتقدَّم أمامك تعني أنَّ البوابات ستُفتح لك تلقائيًا. مع القوَّة الإلهيَّة المحيطة بك لتقويتك، سيتمُّ استخدامك بنفس طريقة استخدام أبطال الإيمان. ما أجمل أن نعرف هذه الحقيقة وألَّا نخاف من الفِخاخ التي تأتي في طريقنا أثناء سيرنا. عندما يقودنا الربُّ، فإنَّنا نجمع الانتصارات فقط.

هذا لا يعني أنَّ الربَّ لن يوجِّهنا إلى الأماكن التي سيتذمَّر فيها المسيحيُّ "المشتكي والصِّبياني" حالاً. أولئك الذين يتقدَّمون بهذه الطريقة يُظهرون أنَّهم لا يزالون أطفالاً في الإيمان، ولا يعرفون حقوقهم وقوَّتهم المحفوظة في المسيح. قد يكون الوادي خطيرًا، في ظلِّ الموت، لكن مع وجود القدير أمامك، فلن يضربك أيُّ سهم شيطاني. السِّر يكمن في الطاعة وعدم الخوف من أعمال الشَّيطان.

إنَّ الله العليَّ يحبُّنا جميعًا، لكنَّه لا يُمكن أن يكون هو نفسه إلَّا مع الذين يؤمنون بكلمته ويعترفون بها بلا خوفٍ. لهذا السَّبب يجب أن نكرز بالإنجيل لأقاربنا وأصدقائنا وغيرهم من النَّاس- حتى يتعرَّفوا على الحقّ، وهي ليست نظريَّة، بل نتاج معاركنا وانتصاراتنا. نضالنا ليس ضِدَّ أيّ دينٍ ولا مع أيَّة ديانة، فمن يميل لمثل هذا النقاش يقع في فخاخ الشَّيطان.

داخل رسالة الإنجيل، يجب أن نتعلَّم ونعلِّم أنَّ "عصا" التأديب هي لمصلحتِنا. إنَّها الكلمة التي توبّخنا عندما نتصرَّف بشكل خاطئ وتجعلنا نشعر بالسُّوء عندما نعطي إجابة قاسية، أو نظهر قلَّة الحبِّ، أو نضيِّع الفُرصَ التي يمنحها العليُّ لنا. لا ترفض أبدًا هذه "العصا" المباركة على ظهرك، لأنَّها ستجعلك مسيحيًّا مثاليًّا في جميع المواقف.

أمَّا بالنِّسبة للعصا، فيجب أن نشتهي استخدامِها لمنفعتِنا دائمًا، لأنَّها تُعطينا الفِطنة والحِكمة وتحرِّرنا من هجمات الأشرار. كما أنَّها تخيف "الحيوانات البرِّية" التي تأتي لتدميرنا. العصَا ثقيلة، وفي بعض الأحيان، عندما يقوم شخصٌ ما بمدِّها، من أجل إبعادنا عن الهاوية، نعتقد أنَّها تؤذينا. ولكن الكلمة تعلن أنَّ الصِّديقين قد "يضربوننا"، لكن ذلك سيساعدنا كما لو تلقينا دُهناً ثمينًا على رؤوسنا لا يجب أن نتجاهله أبدًا (مز5:141).

لا شيء أفضل من عزاء الربِّ، فهو كاملٌ ويُشبع كلَّ احتياجاتنا. ليتك ترغب "قضيبَ" التَّأديب السَّماوي وعصا الربِّ المباركة من الآن فصاعدًا. وهكذا سوف يحميك العليُّ ويُريحك. والآن، يُثبت الذين ينقادون بروح الله أنَّهم أبناء الله (رومية14:8).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز