رسالة اليوم

25/04/2022 - مواجهةُ جيشٍ

-

-

إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ. (مزمور3:27)

لم تكن تجربةٌ من التَّجارب المتنوِّعة التي حدثت لك بلا هدفٍ- من الأكثر جديَّة وإثارة إلى الأكثر حزنًا وألَمًا. من المؤكَّد أنَّ الربَّ الإله، بحكمتِه الهائلة والقويَّة، خطَّط أن تكون جزءاً من عمليَّة التَّعلم الخاصَّة بك. وبالتَّالي، تأكَّد من أنَّ المواقف التي ستأتي أيضًا بإذن الربِّ، حتى يكون نجاحك مؤكَّدًا. دعهُ يكون في اتجاه حياتك.

لا يهم إذا هاجمك جيشًا من الشَّياطين أو هاجمك الجحيمُ بأكملِه. لن يسمح الله أن تأتي أيُّ تجربةٍ أعظم من قوَّتك، وكلَّما جاءت التَّجربة، سيمنحك مخرجاً دائماً (1كور31:10). فخادم الربِّ يجب ألَّا يستجيبَ لأيِّ تهديد أو قوَّة أو حكمة تواجهه، ولكن بقوَّة اسم ربِّنا يسوع المسيح الغير محدودة والتي لا تُقهر.

لا يُمكن لحيلةٍ من الجحيم أن توقف كنيسة المسيح في مسيرتها المظفَّرة نحو النَّصر. الأمرُ متروكٌ لنا للبقاء صامدين، دون النَّظر إلى إرهاب وخيبات الأمل التي، للأسف وبالتّأكيد، تواجهنا بقرارات أناسٍ كثيرين. هؤلاء النَّاس سوف يستخدمهم العدوُّ، وسوف يخونوننا، ويشوِّهون سمعَتنا، ويفعلون شرًّا عظيمًا بنا. ولكن نعمة الله التي تُسكب في حياتنا كافية ولن تُبطل أبدًا.

لذلك لا تخفْ. كان هذا هو سرُّ الذين أصبَحوا أبطالاً في أيَّام الكتاب المقدَّس. كانوا صامدين وشُجعان في كلِّ معاركهم. ما حدثَ لهم هو مثالُ لِما يحدث اليومَ. بصفتهِ القديرُ الذي أعطى النَّصر لشعبهِ في تلك الأوقات، فإنَّه سيُعطيها لنا الآن أيضًا. مقدَّرٌ لنا أن نقود كنيسة الربِّ مع الوَعد بأنَّ أبواب الجحيم لن تقوى عليها (متى 16، 18).

إذا قامت الحربُ ضدَّنا، فلن تكون بلا هدفٍ. لذلك، وبدعمٍ من إعلانات الكتاب المقدَّس، يجب أن نؤمن بأنَّ ذلك من أجل مصلحتِنا. يتحكَّمُ الربُّ في كلِّ شيء، ويده قويَّة جدًّا اليوم كما كانت في اللَّحظة التي أعلن فيها السَّماح بوجود نورٍ، وهكذا كان الأمر كذلك (تكوين3:1). يُمكنه ويريد أن يستخدمنا كما فعلَ مع موسى ويشوع والقضاة والخدَّام المُخلصين الآخرين لدعوته. لا تنكر إيمانك بالمسيح لأيِّ سببٍ.

ثِقْ دائمًا بما تعلنه كلمة الله. إعلانه هو طريقة جديدة وحيّة فتحَها لك يسوع لتذهب عندما يحتاجك (عب20:10). بهذه الطريقة سوف تمتلئ بالقوَّة لهزيمة الشَّر. يضمنُ الله القدير أنَّه حتى لو كنَّا غير أمناء، فإنَّه سيبقى أميناً، لأنَّه لا يستطيع أن ينكر نفسه (2تيموثاوس 2، 13). يحبُّنا الآبُ، حتى لو سبَّبنا الحزنَ له، لا يُمكنه ألَّا يصنع الخيرَ لنا.

لن يدعك الله أبدًا بدون مساعدة. أولئك الذين يثقون حقًّا في الربِّ سيَرون أنَّه على الرُّغم من أنَّ الشَّر قد يحاصرهم بطريقة يبدو أنَّه لا يوجد مخرجٌ، فلن يدعَ العدوَّ ينتصر أو يهزمهم. سيأتي القدير من أجل شعبه، وكلُّ ما يُمكن أن يستخدمه الشِّرير لقمعِهم سوف يُدمَّر تمامًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز