رسالة اليوم

18/04/2022 - لذلك يجب أن نصبحَ وَرَثة

-

-

حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. (تيطس7:3)

إنَّ قصدَ الربِّ الإله هو أن يجعلنا أبناء وورثة له. ولكن كي تحدث هذه البركة، كان عليه أن يفدينا. لا يُمكن أن يتمَّ هذا الأمر بمجرَّد مرسوم، لأنَّ عقوبة خطيئة آدم كانت علينا. لذلك، وضع العليُّ خطة مثاليَّة وكاملة ونهائيَّة يدفع فيها شخصٌ ما ثمن هذا السُّقوط. لكن بما أنَّه لا يوجد أحدٌ يمكنه تحقيق مثل هذا العمل، أرسل الربُّ ابنه الوحيد ليدخل من "الباب"- ولادة الأم- وهكذا أخذَ مكاننا.

كلُّ شيءٍ تمَّ تخطيطه وتنفيذه حسب رغبة الله، دون أن نضطرَّ إلى فعل أيِّ شيء لنستحق ذلك. لقد دفع الله القدير ثمناً باهظاً بتسليم ابنه الحبيب ليموت عوضاً عنَّا، وهذا أمرٌ لا يستطيع الإنسانُ الطبيعي أن يدركه أو يفهم طريقته في اتِّخاذ القرار. مثّلنا يسوع وحمل كلَّ آثامنا وآلامنا، وبالتَّالي، يُمكن لله أن يغفر لنا ويشفينا ويجعلنا أولاده.

خلاصُنا يفوقُ أيَّ إدراك عقلي، لقد قبلنا الربُّ كأبناء له. لقد اشترى لنا هذا الحقَّ من خلالِ عمليَّة معقدة وكاملة، ليخلِّصنا من إخفاقاتنا ويعطينا ضمانًا لئلَّا نفترق عنه أبدًا. عندما نولد ثانية في يسوع، تتغيَّر طبيعتنا، لأنَّنا صرنا مقدَّسين في كلمته، ننال الغسلَ والتَّجديد بروحه القدُّوس، ونصبح أبناء الآب السَّماوي وورثته.

لم يدَّخر الله جهداً لغسلِنا وتجديدِنا. لقد سكبَ علينا روحه بغزارة. لذلك، يُمكننا أن نتيقَّن من عدم وجود خطيئة أو لومٍ فينا. الآن، لم يَعُد فينا شيءٌ يخصُّ الشَّيطان. فعندما وُلدنا ثانيةً، خُلِقنا في يسوع ليستخدمنا الآب، تمامًا مثل السَّيد عندما كان على الأرض. لذلك، واجِه العدوَّ بيقين أنك ستنتصر.

نظرًا لأنَّ الاستعادة أو التَّجديد حدَثا في يسوع، فإنَّنا لا نمتلكُ أيَّ عيوب أخرى في أرواحنا، لذلك نحن قادرون على طاعة كلِّ ما أمرنا به. لذلك لا تدع الشَّيطان يخدعك، لأنَّ فيك قدرة أعطيَت للمسيح أيضًا. اليوم نحن في حضرة الله بلا لوم، ومُسِحنا به لننتصرَ.

إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن نرى، حتى في الوسط المسيحي، الجهل الهائل للنَّاس فيما يتعلق بما نحن عليه في الله. ذات مرَّة، تحدَّث إليّ شخصٌ عن صورة التقطها قسٌّ لطفل يبلغ من العُمر عامين، كان قد باركه. أعلن هذا الرَّجل أنَّه قد نال البركة، لأنَّ ذلك الصَّبي كان طاهرًا. لقد أصابني هذا التَّصريح بالذُّهول، لأنَّه قلل من معجزة الخلاص. هكذا تظهر أغرب العقائد وأكثرها شرَّاً في الكنيسة.

الآن، لا يوجد أحدٌ أنقى من أولئك الذين تمَّ غسلهم بدم يسوع. بإعادةِ خلقِنا، تمَّ تنظيف سجلِّنا، وانتهى كلُّ ما للعدوِّ فينا. لذلك، نحن مستعدُّون ليستخدمنا العليُّ، لامتلاك الحقِّ لنكون ورثة الله ولسنا غرباء وأجانب بعد الآن.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز