رسالة اليوم

16/04/2022 - موتٌ لأجلِ الجَميع

-

-

وَلكِنَّ الَّذِي وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، يَسُوعَ، نَرَاهُ مُكَلَّلاً بِالْمَجْدِ وَالْكَرَامَةِ، مِنْ أَجْلِ أَلَمِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَذُوقَ بِنِعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ. (عبرانيين9:2)

إذا كانت لديك رؤية عمَّن يكون يسوع حقًا وما فعله للبشرية جمعاء، فسوف تقوِّم حياتك إلى الأبد. إنَّ المسيحَ كاملاً في عمل خلاصِنا. فعندما حلَّ مكاننا في الجلجثة، صالحنا مع الله (2 كو18:2). في الوقت الحاضر، لا يهمّ ما هي الخطيئة أو الشَّر الذي قد يرتكبه شخصٌ ما؛ إذا أصغى هذا الشَّخص إلى الكلمة وآمن، فلن يغفر الله له فحسب، بل سيخلِّصه، وسيكون بركة أيضاً (1يوحنا9:1).

وهذه هي الطريقة التي يصوِّر بها الكتاب المقدَّس يسوع. وهو نفسه أوصانا أن نمتحن الكتب، لأنَّها تشهد عنه ولنا. وفي الَّلحظة التي تفهم فيها ما تمثِّله لله وما يمكنك فعله، اصنع صورة ذهنيَّة ولا تمسحها من قلبك مرَّة أخرى. قبل كلِّ تجربة يجب أن تثق فقط بما تمَّ إظهاره لك وتحدِّد أنه كذلك، وستحصل على البركة.

لقد أخلى السَّيد نفسه من مجدِه الإلهي وجاء كإنسان. فعندما كان هنا، كان مثلنا. بكى وجاع ونام، ابتهج واستخدمه الآبُ. وهكذا، أظهر يسوع أنَّنا إذا استُخدِمنا من قبل الربّ، سنفعل الأشياء التي فعلها (يو12:14). عندما عاد إلى السَّماء، بعد إكمال عمله، دُفع للمسيح كلُّ سلطان على الأرض وفي السَّماء. وهو الآن شفيعنا (1 تيموثاوس5:2).

جاء يسوع أقلَّ من الملائكة، لأنَّه صار إنسانًا مثلنا (عب9:2). عندما مات على تلة الجُلجلة، دفع ديوننا بالكامل. رغم أنَّه لم يحمل بذرة للخطيئة، فقد كان حملُ الله الذي يرفع خطيئة العالم (يوحنا29:1). اليوم، أولئك الذين تمَّ خلاصهم ليس لديهم وصمة أو بقعة أتت من جرَّاء سقوط عدن. بالنِّسبة لنا، ما حدث في تلك الجنَّة هو من الماضي.

جاء المسيحُ كإنسان آتٍ من الباب- ولادة الأم- ليموت من أجلنا. لو جاء ببساطة كالله، لَما تمَّ العملُ. بالنِّهاية، لا يتصرَّف العليُّ أبدًا بطريقة غير نزيهة. ولكي يقدِّم الخلاص، كان عليه أن يبذل ابنه المتجسِّد (يوحنا16:3). يسوع، الذي لم يفعل خطية أبدًا، تألَّم من أجل خطايانا، وعندما رأى أنَّ كل شيء قد تمَّ، صرخ قائلاً: قد أُكمِل (يو30:19).

بنعمة الله اختبر المسيحُ الموت من أجلنا. ذات النِّعمة الآن هي لكلّ الناس، سواء كانوا مخلّصين أم لا. إنَّها تهيّئنا للاستماع إلى الإنجيل، والإيمان به، والحصول على الخلاص. يجب تعليم هذا لجميع الضَّالين، حتى ينجوا من الدَّينونة الأبديَّة. وفَّرَ موتُ السَّيد الظروف لخلاص الجميع.

إذا فهم الجميع أنَّ مشكلة الخطيئة قد تمَّ حلُّها بموت المسيح، فسيخلصون على الفور. لهذا السَّبب أمرنا يسوعُ أن نذهب إلى جميع أنحاء العالم نكرز بالبشارة لكلِ الخليقة (مر15:16). للأسف هناك اهتمامات أخرى تجعل الكثير من شعب الربِّ يعظون بطريقة مختلفة عن الأمر الإلهي.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز