رسالة اليوم

15/04/2022 - مخلَّصون بالنِّعمة

-

-

لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. (أفسس8:2)

الخلاصُ رائعٌ لأنَّه لا يأتي من الإنسان، إنَّه هبة من الله وبالتَّالي فهو عمل مثاليٌ وصالحٌ. لا يوجد أحدٌ بعد اختبار الخلاص ونوال إلى مغفرة الخطايا، يقول إنَّه قد خُدع. أمَّا الَّذين أسلَموا أنفسهم للخطيئة وانقادوا بأكاذيب العدوِّ ندموا على ضياع أنفسِهم. حتى غير المؤمنين ينتظرون أن يكون الربَّ لطيفًا معهم بما يكفي ليخلِّصهم في اليوم الأخير.

أرسلَ الله نعمته لينتصر بنا للحقّ ويمنحنا الفرح الأبدي. إلى جانب كونها نعمة غير مُستحَقة، فهي عملٌ إلهي لمنفعة حياتنا، وهي عملٌ مثاليٌّ في جوهره وقويٌّ في مهمَّته. أولئك الذين سمَحوا له بالعمل في حياتهم يكتشفون قيمته من خلال المنفعة التي يمنحَها لهم. إنَّه فوق كلِّ النَّاس. ومع ذلك، سيكون هذا العمل لا جدوى له إذا لم يخضع الناس للربّ.

الطريقة الوحيدة التي تعمل بها النِّعمة الإلهيَّة لصالح شخصٍ ما هي بالإيمان، وهو هبة من الله للذين يستمعون إلى كلمته. الإيمان هو اليقين الذي يأتي إلى القلب عندما نصغي لِما يقوله الربُّ. كلُّ البركات التي تُعطى، بما في ذلك الخلاص- أعظم عملٍ للقدير فينا- يُعطى بالنِّعمة ومن خلال الإيمان. بدون نعمة، نحن لا شيء. بالنِّعمة نحن ما عليه اليوم.

حتى لو غضِبَ الشَّيطان وصمَّم على تدميرنا، فإنَّه لا يستطيع أن يتجنَّب نعمة الله من الوصول إلى خدَّامه وتحريرهم. حتى لو استخدم الشِّرير شخصًا بطريقة شرِّيرة جدّاً، ولكن إذا استمع هذا الشَّخص إلى الكلمة واستقبلها في داخله في جزءٍ من الثَّانية، سيدخل الإيمانُ إلى قلبِه، وبالنِّعمة التي تحلُّ عليه بالفعل. في تلك اللَّحظة نفسها، سينال التَّحرير إذا صرخَ إلى الآب طالبًا الخلاص والمغفرة.

مباشرة بعد اللَّحظة التي نخلص فيها، تبدأ نعمة الله في السَّيطرة علينا. تجعلنا نشعر بالتحرُّر والمسامحة والطَّهارة. بعد ذلك، قد يطلب من لم يؤمن بالربَّ سابقاً، أو لم تكن لديه الشَّجاعة للصَّلاة إليه، وسيعمِّده يسوع بالرُّوح القدس. وهكذا يخلصُ بالفعل ويصبح بركة للآخرين. لن تفشلَ النِّعمة الإلهيَّة أبدًا، التي تقدمنا إلى الملك العظيم في اليوم الأخير.

أعرّف النِّعمة بأنَّها قوَّة الله العاملة لصالِح الإنسان. فبمجرَّد قبولها، لن تتركه أبدًا مرَّة أخرى. هذه الحالة الرُّوحية ستجعلك تسير وسط الخطيئة وقوى الظلام دون أن تتلوَّث بها. وهكذا، سيتمّ تأكيد الوعود الإلهيَّة لك، حيث تتوسّع خدمتك، وستبدأ القيام بأشياء لم تعتقد أبدًا أنَّها ممكنة سابقاً، وسوف تحقِّق دعوتك.

يجب أن يأخذ الجميعُ هذه الهِبة من الله، لأنَّها الطريقة الوحيدة لزيادة الأعمال الصَّالحة. إذا قمتَ بذلك، فستكون خادمًا ثمينًا، وكلَّما قام العدوُّ بتجربتك، ستلاحظ سريعاً هذا الإغراء الشِّرير وتتجاهله دون أيّ شعور بالذَّنب. إنَّ قيمة النِّعمة لا تُقاس، ولكن بالإيمان تعمل كلُّ الأشياء فينا ومن خلالنا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز