رسالة اليوم

14/04/2022 - النِّعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ

-

-

وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. (تكوين8:6)

ما وجده نوحٌ في عينيِّ الربّ كان أعظم من ثروات العالم كلّه، لأنَّه لم يهلك في الطوفان. للأسف، كثيرٌ من النَّاس لا يفكِّرون مثله، وفي يومٍ من الأيَّام، سوف يسيرون نحو الهلاك الأبدي. يكمنُ الخطأ في التَّفكير في الذَّهب، وملذَّات الخطيئة، والمكانة، وما شابه ذلك. يُمكن أن يحصلَ النَّاس على كلِّ هذه الأشياء، لكن لا ينبغي أن ينسوا أنَّهم سيموتون يومًا ما. ثمَّ ماذا سيكون حالهم؟

هناك من يسعى جاهدًا لجمع الثَّروات، ولكن ليس الجميعُ يحقِّقون أهدافهم. ومع ذلك لا يُدركون أنَّه ينبغي عليهم السَّعي وراء الثَّروة الحقيقيَّة- التي تبقى إلى الأبد. حتى بين المسيحيين، هناك الكثير من النَّاس الذين أداروا ظهورهم إلى الله، متخيِّلين أنَّهم سينالون الغفران في اليوم الأخير، وبالتالي، سوف يهربون من الدَّينونة الأبدية. أولئك الذين يعتقدون ذلك مخطئون تمامًا.

ما فائدة أن تكون مليونيراً غير سَعيدٍ؟ أو تمتلكُ المالَ لدفع أفضل الخدمات الطبيَّة في العالم، وتكاليف أعظم مستشفيات الأرض، ولكنَّ الشَّر في حياتك لا يُمكن عِلاجه؟ وعندما يحينُ وقت مغادرة هؤلاء الأشخاص، لن يكون هناك من يُمكنه تأجيل هذه اللَّحظة. وبصفتهم أناسًا بائسين حقًا، سوف يَصرخون في يأسٍ طلباً للمساعدة، لكن سيكون الأوانُ قد فات.

نعمة الله تُنقذ الإنسان من الهلاك الأبدي، وتشفي العيوبَ، وتحرِّر من هجمات الشَّيطان، وتجعل الأشرار أناسًا صالحين. عند السَّير في طريق الإيمان بيسوع، سيكون لديك شروط لاستخدامها من قبل العليِّ لبركة نفوس المتألمين. أمَّا الحكماء، ففي اللَّحظة التي يستمعون فيها إلى الكلمة، يستسلمون للربِّ ويخدمونه بفرح وإيمان.

بشَّر نوحٌ لمدة 120 عاماً، لكن لم يَرغب أحدٌ في سماع رسالتِه. لم يهتدي شخصٌ واحد، ولا حتى خاطئٌ واحد اعتمدَ في المياه. لم يأخذ العشور والقرابين قط. لكنَّه وجد نعمة في عيني الربّ. لو كان واعظًا سيِّئًا، زانيًا ولصًّا، لكان قد فقد نفسَه مع الآخرين في مياه الطُّوفان. بفضل الله، هذه النِّعمة نفسها متاحة لنا اليوم.

على الرُّغم من مثالِ ما حدث في تلك الأيام، فقد خُدِع الكثيرون اليوم بالفساد والخطايا الأخرى. منذُ جيل نوح لا يُريد أن يخضع لله، فماذا كان مصير هؤلاء؟ أين سيكون الذين يستهزئون بالإيمان في العليِّ ويُعلنون أنَّهم يحبُّون الخطيئة، وحتى الشَّيطان؟ عندما يأتي يوم الدَّينونة، يُرسلهم إلى الموت الأبدي، سوف يندمون، لكنَّهم لن يجدوا مغفرة.

اسعوا لمحبَّة الله. إذا لم تكن قد قبلتَ يسوع كمخلِّصك بعد، فافعل ذلك الآن. سوف يغفر لك الربُّ وبعد ذلك تخلص. إذا قبلتَ يسوع ربًّا ومخلِّصًا لك، ستجد نعمة في عيني الله. بعد ذلك، عندما تنتهي أيّامك هنا على الأرض وتدخل إلى الأبدية، سترى أنَّك قمتَ بالاختيار الصَّحيح.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز