رسالة اليوم

09/04/2022 - قراراتٌ تحملُ المعاناة

-

-

قَائِلَةً: «إِلَى مَتَى أَيُّهَا الْجُهَّالُ تُحِبُّونَ الْجَهْلَ، وَالْمُسْتَهْزِئُونَ يُسَرُّونَ بِالاسْتِهْزَاءِ، وَالْحَمْقَى يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ؟ (أمثال22:1)

لماذا يحبُّ البعضُ الغَباء وقلَّة الحِكمة ويَرضون به؟ قرارُ محبَّة الغباء سيجعل الإنسان يُعاني كثيرًا، لأنَّ صَدَاه سيتردَّد في كلِّ حياته. أولئك الَّذين يتصرَّفون بهذه الطريقة قد يفعلون ذلك بسبب العُنف الذي تعرَّضوا له، أو نتيجة لرفضهم من قبل أسَرِهم، أو لأنَّ النَّاس أخبروهم أنَّهم أشخاص أقلّ شأناً أو إشكالية. لكنَّ الخبرَ السَار هو أنَّ هناك شفاءٌ في كلمة الله.

الآن، نحن نحصدُ كلَّ ما نزرعه في هذه الحياة. في بعضِ الأحيان، قد تكون المشكلة روحيَّة، وكما حدث مع الصَّبي الذي سكنه روحٌ أخرس في مرقس9، وقد يكون سببُ الشَّر في الوالدين أو في أحدهما. يجب ألَّا يعتقد أحدٌ أنَّ الصَّمت حيال المواقف الخاطئة التي ارتكبها سيجعله بريئًا من ذنوبِه. الآن، أيُّ خطيئة هي جرحٌ مفتوحٌ في العالم الرُّوحي، لن يُغلق إلَّا بالاعتراف والتَّوبة.

الحماقة هي عمليّة هائلة للعدوِّ في حياة الذين لا يلتفتون إلى كلام الربِّ في الكتاب المقدَّس. قلة الحكمة تجعل الوالدين يتحدَّثان مع أبنائهما بكلمات مسيئة وألقاب ولعنات؛ وهكذا يتربون في بيئة معادية. الآن قد يتطوَّر شخص غير محبوب إلى شخصية سيِّئة، ممَّا قد يقوده إلى ظلم الشِّرير في نواحٍ كثيرةٍ.

لا يعرف المستهزئون أنَّهم سيقعون ضحايا هذا العمل الشَّيطاني بما أنَّهم يحبُّون السُّخرية. لا يوجد شيء أفضل من مدح الجانب الطيّب للنَّاس، على الرُّغم من عدم وجوده على ما يبدو. لا يهمّ إذا كان هناك شيءٌ يُعتبر عيبًا في شخصٍ ما؛ بالنِّهاية، فهو غير مذنب لكونه وُلِد بهذه الطريقة، أو اكتسب المشكلة في حادثٍ ما. الشَّيء الصَّحيح هو مساعدة الجميع على التَّمتع بتقدير الذَّات في أيِّ موقف.

لماذا يحتقرُ إنسانٌ شخصاً آخر بسبب عيبٍ أو نقصٍ في الحكمة أو المواقف المستعجلة؟ يجب أن يكون مجدُ الذين يعتقدون أنَّهم كاملين هو المساهمة في أن يعيش الجميعُ بشكلٍ جيّد. قد يتسبَّب هذا النَّوع من "الدُّعابة" في حدوث صدماتٍ لا رجعة فيها في كثير من النَّاس. الحقيقة هي أنَّ الذين ينتمون إلى الله فعلاً لا يُخاطبون الآخرين بازدراءٍ أبداً. فقط أولئك الذين هم تحتَ إشراف الشَّيطان يتصرَّفون بهذه الطريقة.

الجنونُ الرَّهيب يحدثُ مع الذين يمقتون المعرفة. الآن يُظهر الربُّ للجميع ما هو صواب، لكنَّ الحَمقى لا يهتمُّون على الإطلاق بما يقوله. الآن لن يكون العليُّ مطلقًا هو الذي يحثُّ شخصًا ما للتَّخلي عمَّا أعدَّه للذين يحبُّونه. إنَّ احتقار المعرفة يعني احتقار الحياة وترك قوى الشَّر تضطهد حياتك.

الصَّواب هو محبَّة الله، وإطاعة كلِّ توجيهاته، وبهذه الطريقة، الاستمتاع بالبركات وقيادة الآخرين للتَّمتع بالبركات التي حقَّقها يسوعُ للذين يؤمنون به. أولئك الذين، يساعدون في نشرِ الإنجيل بأيّ طريقة، سيكونون حكماء، وبالتَّالي، سوف يُضيئون مثل النُّجوم إلى الأبد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز