رسالة اليوم

05/04/2022 - يجب أن تكلِّفك التَّقدمة شيئًا ما

-

-

بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ ِللهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ. فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. (عبرانيين4:11)

الإيمانُ هامٌّ جدًّا لنا كي ننالَ القبولَ من الله. بدونهِ لا يستطيع الإنسانُ إرضاءَ الربِّ، وبالتَّالي لا يعمل الله من أجلِه. الآن، لماذا لا نبحث عن الطريقة الصَّحيحة لتلبية ما يُخبرنا به العليُّ مادامت المُساعدة الإلهيَّة مُتاحة لنا للقيام بذلك؟ إنَّ الأمثلة الكتابيَّة تخدمنا كتوجُّهاتٍ. ولكن لا يُمكننا التَّوقف عن محاولة إيجاد الطريقة الصَّحيحة لإرضاء القدير.

إنَّ الذي جعلَ هابيل يُرضي الله لم تكن التَّقدمة التي قدَّمها فقط، بل حقيقة تصرُّفه بالإيمان أيضاً. نحن نعلمُ أنَّ الإنسانَ لا يملك الشُّروط الملائمة لفهمِ قلب العليِّ (تث 29، 29؛ إشعياء9:55)، ولكن إذا قَبِلَ يسوع كمخلِّصٍ له، فسيكون الرُّوح القدس قادرًا على إظهارِ الإرادة الإلهيَّة له. ثمَّ كلُّ ما يفعله سوف يُرضي الله الأبديّ. أولئك الذين يطلبون إرشادَ الربِّ سيجدونه بلا شكٍّ. وبالتَّالي، فإنَّ الأشياء التي يُنجزونها ستكون ذاتَ قيمة كبيرة.

يُمكننا أن نقدِّم للآب الصَّلاة الصَّحيحة بالإيمان، ونقبل ما نحتاج إليه، ونوبِّخ ما لا نرغب فيه. الربُّ مستعدٌّ دائمًا، لكن يجب أن نتوقَّف عن نبشِ الآبار المشقَّقة التي لا تضبط ماءً (إرميا13:2). إنَّه مصدرُ كلّ عطاء، وهو يعرف كلَّ شيء ويحبُّنا. إذا كنَّا في المسيح، وهو فينا، فسنعرف ما نطلبه. وبالتَّالي، لن نكونَ "غير مُنسجمين"؛ على العكسِ من ذلك، ستُقبل جميعُ طلباتنا (يوحنا7:15).

تمامًا مثل إيمان هابيل الذي جعله يحقِّق شهادة صالحة، فإنَّ إيماننا سيفعلُ الشَّيء نفسه. نحتاج فقط أن نسيرَ بالإيمان، ونؤمن بوعود الربِّ، ولا نسمح للعدوِّ أن يخدعَنا في أيٍّ من محاولاته. السِّر هو أن نبقى فيما تقوله كلمة الله، لأنَّه لا يستطيع حتى التَّراجع عمَّا هو مكتوب. للربِّ طريقة واحدة في التَّصرف، والتي تمَّ الكشفُ عنها بالفعل في صفحات الكتاب المقدَّس. إنَّ الحُكماء لن يتجاوزوا ما هو مكتوب.

إيمانُ هابيل هو الذي جعلَ الله القدير يشهد عنه، وإيماننا سيُحدِث لنا الأمر نفسه. عندما تحدَّث العليُّ عن داود، قالَ إنَّه وَجدَ داود بن يسَّى رجلاً حسبَ قلبه (أع 13، 22). إيمانك سيُغيّر تاريخك.

حتى بعد موته، لا يزال هابيل يتكلَّم بسبب إيمانِه. سيكونُ الأمرُ كذلك بالنِّسبة لجميع الذين يفعلون ما أُمِروا به. يعرفُ الله الحكيمُ سبب اختياره لنا ولماذا سمحَ لنا بأن نكون جزءًا من عملِه لخلاص البشريّة. في يومٍ من الأيام، في السَّماء، إذا لم ننكر الدَّعوة، فسوف يُظهر ما كان في ذهنه عندما دعانا للمشاركة في مثل هذه المهمَّة العظيمة.

لذلك، لا تحتقر إيمانك، بل اذهب إلى أقصى حدٍّ. بعد ذلك، سترى أنَّ الربَّ انتظر ذلك حتى يعمل لصالحِك. عندما تُرضي الله، سترى أنَّه سيجعل حتى أعداءك في سلامٍ معك. أولئك الذين يحبُّون الربَّ يحبّهم هو أيضاً (يوحنا21:14). لذلك هم منتصرون دائماً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز