رسالة اليوم

03/04/2022 - مُزَكَّون من الربِّ

-

-

لأَنَّهُ لَيْسَ مَنْ مَدَحَ نَفْسَهُ هُوَ الْمُزَكَّى، بَلْ مَنْ يَمْدَحُهُ الرَّبُّ. (كورنثوس الثانية18:10)

يجب أن يكونَ هدفُ كلُّ مسيحيٍّ هو السَّعيُ للتَّميّز في خدمة الربِّ حتى ينالَ تزكيَته. أولئك الذين لا يهتمُّون بهذه الحقيقة سيَرون، في الأبدية، مدى الشُّرور التي تسبَّبوا بها لأنفسِهم وللآخرين. عندما نخدم الله- وهي ممارسة لا علاقة لها بما يفعله أتباع الدِّيانات الأخرى- نتعلَّم الكثير عمَّا هو مذخَّرٌ لنا في الإيمان بيسوع، والذي يُمكننا أن نُعلن أنَّه حقُّنا الخاص.

ما نرغب في تحقيقه في العملِ الإلهيّ يجب أن يأتي منه. لا أحد يستطيعُ أن يخترع شيئاً، لأنَّ من صلاحيات الربِّ وحده أن يَخلق ويحدِّد قصدَه. ولكن بما أنَّنا دُعينا للمشاركة في مجدِه وفضيلتهِ، فالأمرُ متروك لنا لئلَّا نفقد ما تقرَّر أن يكون ملكٌ لنا. تمامًا مثل مشاركتنا في خطة فداءه للإنسان. أولئك الذين يطيعون أوامره بأمانةٍ، سوف ينالون المكافأة حتى لو كان مجرَّد عملٍ صغيرٍ.

بما أنَّ العليَّ هو الذي يتحكَّم في كلِّ الأشياء، فهو يعرف بالضَّبط كم نحتاج إلى صلاحِه وقوَّته وقدرته حتى نخدمه بطريقة مستحقّة. لذلك لا تسقط في تجربة التَّفكير أبداً أنَّ العمل الذي أُعطِي لك هو أكبرُ من النِّعمة الممنوحة لك. عندما يُعطيك الربُّ مهمَّة، تأكَّد من أنَّ الشُّروط اللَّازمة لتحقيقها هي بالفعل تحت تصرُّفك.

من ناحيةٍ أخرى، لا تقبل أو تتمنَّى ما لم يُعطيك الله إيَّاه أبداً، لأنَّ كلَّ ما تصل إليه من خلال مصدرٍ آخر لا يُساوي شيئًا. إذا كانت القدرة أو الشُّروط لا تأتي من الربِّ، فارفضها، لأنَّها آتية من الإنسان بلا شكٍّ أو من العدوِّ. قال يسوعُ أنَّ كلَّ ما يأتي من الجسَد لا يُساوي شيئًا (يوحنا63:6). إضافة إلى ذلك إذا قبِل النَّاس أيَّ شيءٍ آتٍ من الشِّرير، فإنَّ أبواب الشَّر ستُفتح في حياتهم، ممَّا يؤدي بهم إلى المعاناة.

أمَّا فيما يتعلَّق باستثمار القدير قدرته الشَّخصية في حياتِك. فكُنْ منتبهاً للتعليمات من أجلِ اتِّباعها تمامًا كما قيل لك، لأنَّه سيتمُّ امتحانُ أعمالك. كلُّ إجراءٍ يتمُّ فعله في سبيل الله ولا يتوافق مع دليل السَّماء- كلمة الله- يُصبح باطلاً. من يُضيفُ أو يحذف شيئاً من الوحي سوف يعاني خسارة كبيرة، كما حذَّر الكتابُ المقدَّس (رؤيا19:22). يجب أن يكون عملُ الربِّ مقدَّسًا من البداية إلى النِّهاية، وإلَّا فلن تتمَّ الموافقة عليه.

من ناحيةٍ أخرى، إنَّ الذين ينالون شهادة استحسان الربِّ يصِلون إلى نجاحٍ أعلى من الذين يُجاهدون بقوَّتهم الخاصَّة، لأنَّهم قادرون على تحقيق الأوامر السَّماوية. في العالم الرُّوحي، هناك مرسومٌ يأذن للذين مكَّنهم الله أن يُنجزوا ذاتَ الأعمالِ التي فعلَها يسوع. هذه الموافقة لا تأتي من جهودنا البشرية، بل من الإيمان بما يقوله القدير. المُزكَّى لن ينخدعَ أبداً.

إنَّ موافقة الربِّ تعني الكثير لِمن يقبلها، لأنَّ السَّيد لن يَكذبَ أو يقولَ شيئاً غير الحقيقة الواضحة أبداً. تتمُّ تزكيتنا فقط من خلالِ حقيقة أنَّنا نؤمن بأوامره ونَفي بها. بالنِّسبة للمُطيعين، لن يكون هناك نقصٌ في القوَّة والدَّعم، لأنَّ الربَّ مسرورٌ بالَّذين يُطيعونه. فرحُ الربِّ هو قوَّتنا (نح10:8).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز