رسالة اليوم

16/11/2016 - احْذَرُوا الضّلال

-

-

يَتَعَلَّمْنَ فِي كُلِّ حِينٍ، وَلاَ يَسْتَطِعْنَ أَنْ يُقْبِلْنَ إِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ أَبَداً (2تيموثاوس 3: 7).

تَحتوي هَذه الآيةُ على إعْلانٍ مُحزنٍ جِداً، لَكِنَّهُ حَقيقي. لأنَّ هَذا النَّوع مِن الأشَخاص يَعيشُ بَيننا، فَيجبُ أن يَفتحَ أبْناءُ الرَّب عِيُونَهُم جَيداً، ويَكونوا حَذرين، لئلاّ يُصبحوا مِثلهُم! لأنّهم مِثلُ البُقعةِ القَذِرة، التي إذا سَقطت على الثَّوْب يَصعُب إزالتَها. مِن المُهم أن نَلتصِقَ بجَماعةِ المُؤمنين، الَّذين يَعرفونَ الرَّبَ حَقاً ويَفعَلونَ مَا يَأمرهُم بِهِ. أمَّا العَلامةُ بِأننا نَسلكُ في الطَّريقِ الصَّحِيح، أنّ كُلّ مَن يَرانا يَشْهدُ على حُسنِ اَخْلاقِنا وسُلوكِنا. فَنَحنُ لدينا كُلّ شِيء لِنكونَ مَوضِعَ سُرورِ الرَّبِ، لِذلكَ لا تَدعْ التَجاربَ تَهْزِمك وتُفْقِدُكَ سَلامكَ وتُحْزِن قَلبَ الله.

إنَّ هَذا النَّوع مِن الأشخاص الَّذينَ ذَكرهُم الرسُول بُولس، يَعيشون وسَطَنَا، ويُمكنْ أن يَكونَوا أعضاءً في الكَنيسةِ. لِذلِكَ فَهُم يُشَكِلُونَ خَطراً عَلينا، لأنَّ لدَيْهِم قُدرةٌ عَجيبةٌ وحُضورٌ قَويّ، قد يَخدعُوا أيّ شَخص وخُصوصاً أوَلئِكَ الَّذين لهُم شَركةُ مَع الرَّبِ.

هَؤلاء "المَسيحِيين" إن صَحَّ التَّعْبير، يُسَبّبونَ مَشاكلَ كَثيرة للمُؤمنين، لأنَّهُم يَسمعونَ الكلمةَ مَعَنَا، ولا تستَنِيرُ عُقولهُم بَل لا يَتَعَلموا مِنْهَا شَيئ. وإن كَانَ المُؤمن لا يَتحفّط بكلمةِ الله، فقَدْ يَتبَعُهُم إلى نَفسِ الطَريقِ الخَاطَئ. ومَع مُرورِ الوَقتِ، سَوفَ يَفقدُ ثِقتهِ بَالرَّبِ الإلَهِ، ويَبتعِد عَنْهُ وعَنْ وصَاياه. وكُلّ مَن لا يَتبعْ وصَايَا الرَّب، لنْ يِرِثَ مَلكُوتَ الله (1 كورنثوس 6: 9-10).

وهَذا النَّوع مِنَ الأشخَاصِ، قَدْ يَكون سَببَ سقوط شَعبِ الرَّب في الخَطيئةِ. كَمَا فَعلَ بَلعَامَ، الَّذي عَلَمَ المُوآبِيين كَيفَ يَقودوا بَني إسَرائيل للوَقوعِ فِي الخَطِيةِ (العدد 22: 25). ومِثلهُم يَترُك اِنْطباعاً سَيّئاً فِي أذهَانِ المُؤمنين، وبمُرورِ الوقتِ، يِبدأُ بَعضُ المَسِيحيينَ بَالتّشبهِ بِهِم وبِتصَرُّفَاتِهِم وسُلوكِهِم. فيَكونونَ كَالمرضِ المُعْدي لا يَزولُ إلا بالصَّلاة والصَوم أحياناً.

فَلا تَترُك أحَداً يَخْطِفَكَ مِنْ يَدِ الآب. وكُنْ أمِيناً في كُلِّ مَا يُعَلِّمُكَ إيّاهُ الرَّب مِن خِلال الإنجيل أو الكِرازةِ بالكلمة. ولا تَنْسَى بِأنّ الرَّبَ عَلّمنَا أنَّ اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي (يوحنا 14: 21). فعِندمَا نَتبعُ كَلامَ البَشَرِ، نُثْبِتُ أنَنا لا نُحِبُهُ. ونَخَسرَ حُبَهُ وعِلاقَتَهُ مَعَنا.

أمَّا العَلامةُ بأننا في سَلامٍ رُوحي، هِيَ عِندمَا يُشيرُ إلينَا الضَّالون بأنَنا أشَخَاصٌ صَالحون وخُدامٌ للرَّب. ولكِنْ في المُقابِل، لا يَنْبغي أن نَقْبل مِنْهُم شَيئاً. وأيَضاً ألّا نَذكُرَ مَا يَفعَلوهُ سِرَّاً، ولا نَتشبَهَ بتَصَرُّفَاتِهم! المُخلصِون هُم فَرحُ الرَّب، ولكِنْ، إن اِسْتسَلموا للتَجَارِبِ، سَيكونونَ سَببَاً لحُزنِهِ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز