رسالة اليوم

26/02/2022 - لاَ تَعْمَلُوا شَيْئًا رَدِيًّا

-

-

وَأُصَلِّي إِلَى اللهِ أَنَّكُمْ لاَ تَعْمَلُونَ شَيْئًا رَدِيًّا، لَيْسَ لِكَيْ نَظْهَرَ نَحْنُ مُزَكَّيْنَ، بَلْ لِكَيْ تَصْنَعُوا أَنْتُمْ حَسَنًا، وَنَكُونَ نَحْنُ كَأَنَّنَا مَرْفُوضُونَ. (كورنثوس الثانية7:13)

يجبُ فهمُ مسألة فِعل الشَّر من منظور السَّيد، كما في حادثة كفرناحوم، عندما أخجِل من قبل علماء النَّاموس والكتبة الذين أرادوا اتِّهامه بالشِّفاء يوم السَّبت. من يستطيع أن يفعل صلاحاً ولا يفعل، فذاك خطيَّة له. طلبَ بولسُ من الإخوة في كورنثوس ألَّا يفعلوا شرًّا، لأنَّهم إذا أهملوا فِعلَ الخير، فيُمكن اعتبارهم أشرارًا.

هذه الحالة أكثر خطورة ممَّا تبدو عليه، لأنَّه لا يُوجد حيادٌ للَّذين تمَّت تزكيتهم لدى الربّ لفعل الخير، بعد أن عُهِد إليهم بالسُّلطان اللَّازم لأداء خِدمتهم. لذلك استخدِم السُّلطة الممنوحة لك، حتى لو كان ذلك يسبِّب اضطهادًا من الشُّرطة أو السِّياسة أو الدِّين. يجب أن ندرك أنَّنا سُفراء الله بناء على طلبِه.

لا شكَّ أنَّنا إذا علِمنا بما يفعله، فسنرى الأبوابَ تُفتح في كلِّ مكان. ومع ذلك، إذا كنَّا جبناء وحاولنا إنقاذ أنفسِنا، فسنكون مسؤولين عن إهمالنا. بالإضافة إلى ذلك، إذا سمَحنا لوظائفنا المهنيَّة الواعِدة أن تمنعنا من التَّحدث علانية عن محبَّة الآب، فسوف نفعل الشَّر. نحن نورُ العالم، وبالتالي، وافقنا على فِعل الخير في كلِّ مكان نذهب إليه.

وفقًا لِما كتبه بولسُ، يحتاج العالم إلى أشخاصٍ يفعلون ما هو صالحٌ. لم يكُن يسوعُ الشَّخص الوحيد الذي قرَّر القيام بذلك، لكنَّه أعطانا مثالاً. لن ينجحَ أحدٌ في إيمانه بالله ما لم يكن بلا خوفٍ. هذا هو نوع الأشخاص الذين يحتاجهم العالم- أناسٌ يكرِّسون أنفسهم لله لإتمام العمل الإلهي، وليس عملهم الخاصّ. الآن، من يرى مزايا اقتصاديَّة في فِعل الخير، قد يدنِّسه الشَّيطان وستكون له نهاية حزينة.

حتى لو كان من الضَّروري أن نعيشَ في مكانٍ بعيدٍ، بملابس رثَّة وأقدامٍ حافية للإدلاء بشهادةٍ حسَنة، لا يُمكننا استبدال مجده بالتَّسهيلات التي يُمكن أن تقدِّمها لنا الأموال. ولكن الحقيقة هي أنَّ الذين يثقون في الربِّ لا ينقصهم شيءٌ أبدًا، لأنَّه يعتني بأدقّ التفاصيل للذين يخدمونه بالإيمان والمحبَّة. هؤلاء النَّاس يرضون الآب من جميع النَّواحي.

أولئك الذين ينتمون إلى الله يُرسَلون ويذهبون؛ لكنَّ الذين لا ينتمون له، يوازنون الحقائق ويجدون سلسلة من الأسباب لعدم طاعة السَّيد. أولئك الذين يستشيرون اللَّحم والدَّم لا يستطيعون أن يكونوا تلاميذ المَسيح. والمبدأ الذي يتبنَّاه المؤمنُ هو أنَّ الربَّ إذا تكلّم مرَّة، يستمع إليه مرَّتين. وبالتَّالي لا يسأل عمَّا إذا كان الله هو الذي تكلَّم، لأنَّه كخروفٍ ينتمي للرَّاعي الصَّالح، يعرف الخادمُ صوته ويتبعه دون تباطؤٍ.

يسعَدُ العليُّ برؤيتك تكرز بالبِشارة، مستخدِمًا قوَّته لتحرير الأشخاص الأسرى في الإدمان والخطايا، والدُّيون، والأمراض، والعديد من المشاكل. كلَّما كنت قادرًا ولبَّيت الدَّعوة، تأكَّد من أنَّ الربَّ أمامك، يفتح الطريق، ويحميك ويمنحك القوَّة لتفعل كما فعلَ يسوعُ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز