رسالة اليوم

15/11/2016 - العَملُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ

-

-

لأَنَّهُ يُقَدَّسُ بِكَلِمَةِ اللهِ وَالصَّلاَةِ. (1 تيموثاوس 4: 5).

تَتجاوزُ قُدرة الرَّبِ والصَّلاة كُلّ حُدودِ فَهمِنَا: فالصَّلاةَ والكَلِمَة يُقدِّسَان الطَعَامَ إذا قَبلناهُ بِالشُكرٍ. أمَا ذوو الأذَهَانِ الفَاسِدة فيَمْنعونَ تَناول بَعضِ الأطَعِمَة كَما كان فِي شَريعةِ مُوسى. وهُم لا يَعْلمُونَ مَا يَقولون، لأنَّ العَدوَّ يَسْتَعملهُم ويَمْنَعهُم مِنَ التَّمَتُعِ ببرَكَاتِ الرَّبِ الَّتي أعْطاهَا لهُم. أُولئِكَ يَتَكَلمُونَ بِالكَذِب، فَهُمْ مُظْلِمُوا الْفِكرِ، مُرائِون وضَمَائِرُهُم مَيتَة (1تيموثاوس 4: 1-2؛ أفسس 4: 18). لكِنَّ كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ لِلطَّاهِرِينَ. (تيطس 1: 15)

إنَّ الصَّلاة من خلال كلِمةِ الرَّبِ تَسْمَحُ لهُ بالعَمَل. وبالصَّلاة يَتقدَّس كلَّ طَعَامٍ. والصَّلاة الَّتي تُقام بِحَسبِ الكلِمةِ تُدعَى صَّلاة الإيمان التي يَغْفِر بِهَا الرَّبُ الخَطايَا ويَشفي المَرضَى. إنّهُ لا حُدودَ لعَملِ الرَّب الإله في حَياتِنا ولَكِن مِن المُهمِ أنَّنَا عِندمِا نُصّلي بِكلمةِ الرَّب نَصَلي بالإيمَان.

تنّاولُ الطَعَامِ يَكونُ بَعد تَقْدِيمِ كلِمَاتِ الشُّكَرِ للرَّب، وهَذه الصَّلاة لَيْسَت تَمْتمَة بَكَلِمَاتٍ صَعْبَة الفَهْم، وإنّمَا هي شُكرٌ للرَّب من خِلالِ كَلِمتهِ. البَعَضُ يصلّي أمَام النَاسِ لِتَفادي الإحْرَاج، وهَذا شَيئٌ مُؤسِفٌ. لأنَّ الصَّلاةَ لا تَعَملُ إلاّ إن كُنّا صَادِقين ومُؤمنينَ بالكلِمةِ، فَحتى وإن وُجِد بَالطعامِ شَيئٌ مميتٌ، لنْ يَحَدُث ضَررٌ لِكُلّ مَن صَلَّى وشَكرَ الرَّب.

إنَّ كُلَّ الَّذينَ لا يَسْجدون أمَام الرَّبِ، لدِيهم فَهمٌ مُشوّشٌ للأشياءِ مِن حَولِهم اِنْطلاقاً مِن طِريقةِ كِلامِهم التِي تَبدو جَميلة جِداً ولكِنْ في الحَقيقةِ هُم كَما قَالت عَنْهُم كَلِمةُ الرَّبِ "لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ "(متى 23: 27). هؤلاء يُحَرِّمُونَ حَتى الزِّوَاج. فَهُم يَتكلَّمونَ بَالأكاذيبِ وأفكَارهُم غَيرُ مُحصَّنةٍ بِكلمةِ الرَّبِ، ومَا يَخرجُ مِن أفواهِهم لا يَستَحقُّ الاهْتِمَام أبَداً، فَهُم يَطلبُونَ المَشُورةَ مِن أيِّ مَصَادرَ أخَرى ليُحقِقوا أغَرَاضِهم الشِّريرةِ.

يَظُنُّ هَؤلاءِ الضُّعفاءَ رُوحياً، أنَّ الرَّبَ سَوف يُسَاعِدهُم لأنَهُم كَانوا يَجْتَهِدونَ لِعَملِ مَشيئتهِ، لكِنَ بالحَقِيقَة لن يَحْصُدوا شيئاً، لأنَّهم كانوا يُرضُونَ أنْفُسَهم، وهُم مُرائون لا يُريدُونَ الخُضُوعَ للرَّبِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ(يوحنا 3: 6). وحَتى ضَمَائِرهُم لا تَنَخَسَهُم لأنَهَا كُوِيَت بالنَّار.

أمَّا الطَّاهِرون، فَكُلُّ مَا خَلقَهُ الله هو طَاهِرٌ، ومَقبُولٌ بالشُّكرِ والحَمْدِ لهُم. والأهمَّ أن نصلّي ونَعملَ بِكَلِمَةِ اللهِ، لأنَّ الإتِحَادَ بَينهُمَا يُقدِّسُ الطَعَامَ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز