رسالة اليوم

18/02/2022 - أكمِل مهمَّتك بفرح

-

-

وَلكِنَّنِي لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ، وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي، حَتَّى أُتَمِّمَ بِفَرَحٍ سَعْيِي وَالْخِدْمَةَ الَّتِي أَخَذْتُهَا مِنَ الرَّبِّ يَسُوعَ، لأَشْهَدَ بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ اللهِ. (أعمال الرُّسل24:20)

كان لدى الرَّسول بولس فهمٌ لأهميَّة الفَرَح الذي جعله يتمِّم خِدمته. قالَ كاتبُ المزمور داود أنَّ الفرح لا غِنى عنه في الخدمة التي نقدِّمها للربِّ. يؤكِّد يسوعُ أنَّ فرَحنا يجب أن يكون كاملاً (يوحنا11:15) وأنَّه يأتي كلَّما زارَ قلوبنا. عندما يحدث هذا، يُمكننا أن نمتلك كلَّ ما وَعَدَ به. فرحُ الربِّ يُشبعنا تماماً.

من الواضِح أنَّ الرَّسول قيَّم حياته، لكن بما أنَّه أدرك أهميَّة الدَّعوة الإلهيَّة، لم يَعتبر حياته ثمينة، لأنَّه وجدَ شيئًا أفضلَ بلا حدودٍ. من لا يعرف بعد ما يُريده الله منه يعيشُ مثل الآخرين، ويفكِّر في نفسِه فقط. هذه المَرحلة خطيرة بالنِّسبة للمسيحي، لأنَّه يُمكن أن يتأثَّر بالتَّجربة، وإذا حدث مثل هذا الأمر، فقد لا يدخل ملكوت الله.

قالَ يسوعُ: إِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا (مر 8، 35). افحص نفسك وتحقَّق ممَّا إذا كنتَ قد فعلتَ إرادتك أم إرادة الربِّ. بالتَّأكيد، أنتَ تعرف بالفِعل ما يتوقَّعه منك. إذا وُجِدَ قارئي العزيز في حاجةٍ، سيكون هناك عقابٌ. أعطِ الأولويَّة القصوى لِما أوصيتَ به.

يجب أن نسعى لخدمة الله بفرحٍ مثلَ بولس، فبدون ذلك سيكون من المُستحيل الحصول على هذا الامتياز. وهو يُمنح عندما تُعلن لنا الكلمة. في تلك اللَّحظة، يبدو الأمرُ كما لو أنَّ المسيحَ زارنا شخصيًّا. لا يقبل الربُّ أن نخدمه بقلبٍ حزينٍ أو بوجهٍ مزعجٍ أو دعابةٍ سيِّئة.

بفرح الربِّ، ستكون سعيدًا بكلِّ الطُّرق. لقد تمَّ تكريسُنا لنشهدَ بالحقِّ، ولكن لكي نفهم بشكلٍ أفضل ما يريدنا الله أن نفعله، يجب أن ننتبهَ لِما يخبرنا به الآبُ. عندما نفي بالوصايا، نحصلُ على فهمٍ يَمنحنا نجاحًا مائة بالمائة في كلِّ شيءٍ.

دعوتُنا هي أن نشهدَ ببشارة نعمة الله. هذا ما قاله الرَّسول عن إرساليَّته وعليهِ تحقيقها. هذه الوصيَّة تُثقِل كاهلنا جميعًا. إذا تصرَّفنا وفقًا لذلك، فسنرى الأصدقاء والأقارب وأشخاصاً مجهولين يأتون لشكرنا على ما فعلناه لصالِحهم. احرص على تقديم شهادةٍ جيِّدة للبشارة السَّارة.

نحن محظوظون للغاية، لأنَّ العليَّ اعتبرنا قادرين على تقديم شهادة الحقِّ لإخوانِنا من البشر. سنرى في السَّماء عظمة محبَّته لمنحِنا مثل هذه الفُرصة. هناك سنُكافأ حتى لأجل كأس ماء الحياة الذي أعطيناه لشخصٍ ما.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز