رسالة اليوم

17/02/2022 - جَوهرُ إلهِنا

-

-

أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَإِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ. (مزمور15:86)

عندما تُعلَن الكلمة، يُظهِرُ اللهُ البابَ الذي يجب أن تدخله لتلقِّي ما يُعلنه. مثل يسوع، يجب أن نطرق البابَ حتى يُفتح، لأنَّ كلَّ من يقرع الأبوابَ التي أظهَرَها الربُّ- إعلانات الكلمة- تُفتح له (لوقا 11، 10). وهكذا ندخلُ وننال ما نريد ممَّا أوحيَ لنا ونستمتِع بالبركات.

لقد فهمَ كاتبُ المزمور أنَّ الله كلِّي الرَّحمة. تمسَّك بما تفهمه عنه، لأنَّ هذا الفهم سيكونُ مفيدًا جدًّا عاجلاً أم آجلاً. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّه أفضل معلِّم على وجه الأرض. دروسه ليست عديمة الفائدة أبدًا وتفسيراته هي أكثر من مجرَّد إجابة كاملة حول موضوعٍ ما. يجلب إعلانُ الحقّ بالقوَّة اللَّازمة لتزويدك بالفضيلة لتنتصرَ في المعركة.

الرَّحمة حاضرةٌ في جميعِ أعمالِه- محبَّة الربِّ. القديرُ لا يفعل شيئًا بدافعِ الشَّر أو الكراهية أو الاستياء. حتى لو كان ينفِّذ الدَّينونة، فهو يعرف كيف يُنقذ الذين يؤمنون باسمهِ. إنَّ عقله أسرع بملايين المرَّات من عقولِنا، وفي جزءٍ صغيرٍ من الثَّانية، يجدُ الحلَّ لكلِّ مشكلةٍ بدافعِ محبَّتهِ.

الموقفُ الوحيدُ الذي يطلبه اللهُ منَّا هو أن نرضيهِ، نسيرُ بالإيمان وليس بالعَيان (2 كو7:5). إذا احتقرنا الإيمانَ واعتبرنا ما نراه هو الحقيقة، فإنَّنا لن نُسعِدَ الربَّ الذي يريدك أن تحيا، فانظر إلى نفسِكَ كما يراكَ هو. على الرُّغم من أنَّنا نفشل وَنُخدَع في كثيرٍ من الأحيان بمقترحات العدوِّ، لكن يجب أن نكونَ بحسب ما تكشفه الكلمة عنَّا.

العليُّ هو المتألِّم. وهو لا يتخلَّى عنَّا، رغم أنَّنا لا نُفكِّر مرَّتين في الكذِب لإنقاذِ أنفسِنا. ولكن، لماذا نفعلُ السُّوء، ثمَّ نُنكر كلَّ شيءٍ كلَّما تمَّ استجوابنا؟ ألا نعلَمُ أنَّ الجواب الكاذب هو خطيئة أخرى ستظلُّ قائمة حتى نعترف بها؟ على أيِّ حالٍ، يومًا ما، سيتوقَّف ألمُ الله بسبب ضلالِنا، ولكن ويلٌ لمن ضلَّ.

عظيمٌ هو الربُّ في لطفِه وجودِه. ولكن سينتهي صبرُهُ قريباً. عندما أهلكَ البشريَّة في أيام نوحٍ، بالطُّوفان، قال: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ (تكوين3:6). لذلك لا تتعوَّد على الخطأ معتقدًا أنَّ الربَّ لن يهتمَّ بذلك. تخلقُ الخطيَّة حاجزًا يَفصلنا عنه فيسترُ وجهَه عنَّا (أش2:59). ليس هناك عذرٌ مقبولٌ لفعلِ الآثام.

الله هو الحقُّ (يو6:14)! يقول الحقَّ ويُظهِرُ العدلَ (أمثال 12: 17). الحقيقة لا تجلب العارَ أبدًا، لكنَّها تحرِّر وتشفي وتُعطي الكرامة لمن يقبلها. إنَّه قويٌّ ومَهيبٌ، ينجِّينا من أتون النَّار، ويجعل البريَّة ترتجف- المكان الذي يقودنا الشَّيطان إليه للتَّجربة مرَّات عديدة، مثل يسوع (متى1:4) - الله يمنحنا القوَّة ويباركنا بالسَّلام.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز