رسالة اليوم

14/11/2016 - لا سُلطانَ لابْنُ الهَلاك عَلى أبْنَاء الله

-

-

لأَنَّ سِرَّ الإِثْمِ الآنَ يَعْمَلُ فَقَطْ، إِلَى أَنْ يُرْفَعَ مِنَ الْوَسَطِ الَّذِي يَحْجِزُ الآنَ.

(2 تسالونيكي 2: 7)

سَيسْتَعْلَنْ يوماً ما لنا إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، وهَذا لابُدَّ أن يَكونَ قَبل مَجِيءِ الرَّب يَسوع. نَحنُ نَعلمُ أنَّ الشِّريرَ يَعْمَلُ بِكُلِّ قُوتِهِ الآن فِي ظلّ الفوضَى التي نَعِيشُها، لكِنَّ الرَّبَ قال إنَهُ سَيظهرُ في وقتٍ مُعينٍ. ولكِنْ شُكراً للرَّبِ، لأنَهُ سَيُبِيدُهُ بِنفخةِ فَمهِ (2تسالونيكي 2: 8). فَلا يَنبغي أن نَهتمَّ بهِ، لأنَّ ابْن الله يسَكنُ في قُلوبِنَا، ومَعَهُ سَنواجهُ كُلّ شيئٍ ونَخرجُ بِهِ مُنْتَصرين (رومية 8: 37).

أمَّا العَالم فَهو سَائرٌ بإتِجَاه ظُهُورِهِ، وعِندمَا يَظهر لدَيْهِ الحَلّ لِكُلِّ المَشاكِل التي يُعاني مِنها البَشر. وسَوفَ يُصفّقُ لهُ الجَميع بِهُتَاف ويَبْتَعِدونَ عَنْ يَسوع. لكِنَّ، نِهايةَ هَذا الشِّرير سَتكونُ مُحزنةٌ للغَاية، لأنّهُ وإن كَانَ يَستطيعُ حَلّ كُلّ مَشاكلِ هَذا العَالم، فَهو لنْ يَستطيعَ أن يتفادى نَفخةِ فَمِ السَّيد.

لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ (جامعة 3: 1- 8). و مَجِيءِ هَذا الشِّرير مُقترن بمَجِيءِ الرَّبِ. ولكِنْ قَبل ظُهورهِ سَيكونُ قَد كُرِزَ بالإنْجيلِ في جَميعِ أنْحَاءِ العَالم وعَرَفَ الجَميعُ عَنهُ.

إنّ سِينَاريو ظُهورِ ابْن الهَلاكِ يَتِمُ إعْدَادهُ الآن. فَعِندمَا تَظهرُ مَشاكلُ صَعبة، وكُلّ قُدْراتِ البَشَر تَقفُ عَاجزةٌ أمَامَهَا، في هَذا الوَقت سَيظهرُ ابْنُ الهَلاكِ ولدِيهِ الحَلُّ السِّحْري لِجَميعِهَا وسَينَالُ القُبُولَ مِن جَميعِ البَشَر. كَما كَانَ في أيَامِ الإمْبرَاطُورِيَّةُ الرُومَانِيَة قَدِيماً، طَالما هُنَاك ولائم وطعَام، فإن الشَّعبَ يَكونُ مَسَرُوراً.

وسَيَجلِسُ هَذا الشِّرير في هيكلِ الله مظهراً نفسَه كإله، ولأنهُ مَرسلٌ مِن إبْليس سَيَقْتني كُلَّ قُدْرَاتِهِ، وسَيكونُ قَادراً عَلى اِسْتعْمال كُلِّ الخِدَعْ التي تَجَعلُ البَشَرَ في حَالةِ ذُهُول. ورُبمَا قَدْ رأينَا شَيئاً مُقارباً يَحْصُلُ في أيَامِنَا هَذِهِ عِندما كَان العَالمُ كُلُهُ يَنظرُ إلى بَاراك أوبَاما. وكَأنهُ أصْبَحَ الشَّخصَ الوَحِيدَ الَّذي لَدِيهِ الحَلَّ لِكُلّ المَشاكلِ التي تَحْدُثُ على وجهِ الكُرةِ الأرْضِية، فإن اِسْتطاعَ أن يَجعلَ العَالمَ يَزدَهرُ ويَعيشُ بِشَكلٍ أفَضَل، فَبِلا شَك، سَوفَ يَحْمِلوهُ على الأكتَاف ويَهْتِفونَ لهُ كأنَّهُ مُخَلِّصُ البَشريةِ. أمّا ابْنُ الخَطيئةِ سَوفَ يَكونُ قَادراً عَلى مَنْحِ سَلام، وسَيجعلُ الأشخَاصَ يَظنونَ أنَهُم قَدْ حَصَلوا على حَلِّ لِكُلِّ مَشاكِلِهم. وحِينئذٍ ، يَظْهَرُ يَسُوعَ ليُبِيدَهُ بِنَفَخةِ فَمِهِ ويَقضي عَليهِ.

فلا يَنْبغي لأيٍّ مِنَّا الاهْتِمَام بِشَأنِ هَذا الخَبِيثْ، لأنَّ مَلكَ المُلوكِ والإلهُ الحَقيقي يَمْلُكُ على قُلُوبِنَا، وبِهِ نَقْدِر أن نُواجِهَ كُلَّ هَجماتِ الشِّرير ونَنتصِر. لِذلكَ عَلينَا اليَوم أن نَعْملَ بمَشِيئةِ الله، وعِندمَا يَأتي يُومُ ابْنِ الهَلاكِ، سَوفَ نَعلمُ مِن الرَّب لأنَّهُ مَعَنَا، ولا شيء إطلاقاً يُصِيبُنَا بِالضَّرَرَ.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز