رسالة اليوم

10/02/2022 - عندَما يَمنحنا اللهُ الفرَحَ

-

-

وَذَبَحُوا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ ذَبَائِحَ عَظِيمَةً وَفَرِحُوا، لأَنَّ اللهَ أَفْرَحَهُمْ فَرَحًا عَظِيمًا. وَفَرِحَ الأَوْلاَدُ وَالنِّسَاءُ أَيْضًا، وَسُمِعَ فَرَحُ أُورُشَلِيمَ عَنْ بُعْدٍ. (نحميا43:12)

الفرحُ عنصرٌ ذو أهميَّة كبيرةٍ لشعبِ الله. نتمكَّن به من خدمة العليِّ؛ وكلُّ ما نعتبره خدمة لله بدونه، هو شيء طبيعي وليس له قيمة روحيَّة. يجب على أولاد الربِّ أن يسعَوا لإرضائه، وهذا لا يتمُّ إلَّا بالفرح الذي يمنحَه. اطلب هذا الرِّضا عن حياتِك وستعمل قوته لصالحِك.

استطاع الإسرائيليُّون تقديم تضحياتٍ كثيرة. ولكن بدون حضور العليِّ، وهكذا لن يحدث شيءٌ مميَّزٌ في احتفالاتِهم. يذهب الكثيرُ من المسيحيين إلى الكنيسة. ولكن يبدو الأمرُ كما لو أنَّهم لم يفعلوا ذلك. يصلّون ولا يحصلونَ على استجابةٍ. يصنعون أغراضًا ولا يحدثُ شيءٌ؛ يَطلبون الصَّلاة من أكثر الخدَّام تكريساً ولا يلتفت الله إلى طلبِهم. هناك إجابة إلهيَّة تشرحُ سببَ عدم عملِ الربِّ في حياتهم.

عندما يحدِّد الله العملَ، تتحقَّق جميع التَّوجيهات، وبعد ذلك يأتي الفرح كعلامةٍ على الموافقة الإلهيَّة. من الضَّروري إزالة الخطط الشَّخصيَّة، والتَّوقف عن إيلاء الكثير من الاهتمام للأصدقاء والأقارب والأشخاص الآخرين، سواء كانوا من الكنيسة أم لا. كلُّ من يفعل إرادة الآبِ يتحقَّق بالتَّأكيد، ولكن من لا يجاهد ليكون في شركةٍ معه لا يعرف مِقدار خسارتِه. يجب أن يكون هذا هو هدفُ حياتِنا.

ضَمِنَ يسوعُ أنَّ فرحَه يشيرُ إلى زيارتِه. يُمكن أن يحدث هذا دائمًا، مع الأخذ في الاعتبار أنَّنا نتمِّم وصاياه التي هي ليست ثقيلة. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ» (متى11: 30). أولئك الذين يَسمحون لأنفسِهم بالتَّعلم من العليِّ يكتشفون أنَّه من السَّهل خدمتِه بكلِّ القلب، لأنَّه يُساعدهم على ذلك. يحبُّ اللهُ الَّذينَ يُحبُّونه (أمثال17:8).

عندما يمنحنا الربُّ الفرح، لا يوجد ما يمنعنا من تلقِّي البركة الموعودة. الفرح الذي يُصاحب زيارته يشبه فتحَ الباب الأخير للوصول إلى مخزنِ الآب. كونك داخل المخزن السَّماوي، يُمكنك الحصول على كلِّ ما تحتاجه. لا توجد عوائق أمامَ الشَّخص الذي يعيش بهذا الرِّضا، لأنَّك تمكَّنتَ من تجاوز كلِّ الموانع. الآن ادخلْ في الصَّلاة.

ينتشرُ فرحُ الربِّ في كلِّ مكان. من خلالِه تبطلُ العداوة. تحلُّ المَشاكل، وتذخر القوَّة فيه. ومن العلامات التي استخدمَها الربُّ في حياة الوعَّاظ هو إظهار فرح المُستمع إليهم. الأشخاصُ الذين يحصلونَ على الفَرح لا يعرفون الهزيمة أبدًا، لأنَّهم يتجدَّدون ويقرِّرون الفوز دائماً.

في ذلك اليوم ابتهجتْ أورشليم وسُمِع صوتُها من بعيدٍ. عندما يحينُ وقتك، سيحدث نفسُ الشَّيء. عندما يزورك الربُّ، لا تمنع فرحك، واستمرَّ في محضرِه. قد يرى أصدقاؤك وأقاربك وغيرهم من الأشخاص التَّغيير في حياتك بسبب حضور الله القدير.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز