رسالة اليوم

07/02/2022 - الطَّاعة تجلبُ السَّلام

-

-

ثُمَّ اضْطَجَعَ أَبِيَّا مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ آسَا ابْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ. فِي أَيَّامِهِ اسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ عَشَرَ سِنِينَ. (أخبار الأيام الثاني1:14)

كان يُمكن أن يكونَ أبيَّا ملكًا عظيمًا ليهوذا، لكنَّه كان مدفوعاً بخطايا أبيه رحُبعام. وكانت النَّتيجة أنَّه حكم لمدَّة ثلاث سنوات فقط. لم يَكنْ حاكمًا سيِّئًا تماماً. في مناسبةٍ معينة، واجَه ب 400 ألف رجل يرُبعام الذي قسَم المملكة- في حين كان معهُ 800 ألف جندي. على أيِّ حالٍ، كان أبيَّا ثابتًا، فلمّا رأى يرُبعامَ يُحيط به من الأمام والخلف صرخ إلى الله الذي أنقذه (2أخ13).

وملكَ آسَا ابنه مكانه، ونظرَ إلى داود، سلفَه، كمِثالٍ وقلَّده. يجب أن يكونَ هذا بمثابة شهادةً لجميع المَسيحيين، لأنَّه من الضَّروري أن ننظرَ إلى يسوع مثالنا الوحيد. وهكذا تمكَّن من تنظيف أرضهِ من السِّحر الذي كانَ في أورشليم وفي جميع أنحاءِ البلاد منذ أيَّام سُليمان الأخيرة. فأرضى العليَّ الذي أعطاه عشرَ سنين من السَّلام.

لقد فهمَ ابنُ أبيَّا الحاجة إلى أن يحكمَ مكانَ أبيه، وألَّا يستمرَّ في ممارسة نفس الأشياء التي كان يفعلها. يجب أن تكون هذه هي الطريقة التي نتصرَّف بها، لأنَّنا لا نستطيع أن نسمحَ لأنفسِنا بالطريقة التي يتصرَّف بها شخصٌ آخر. في يومٍ من الأيام، سنكون مسؤولين أمامَ الله عن كلِّ ما فعلناه ولم نفعله. إذا كنَّا صامتين أو مهمِلين بشأن أمور الربِّ، فسنُعاقَب بالتَّأكيد.

المسؤولية شخصيَّة. يجب على كلِّ من في الخدمة أن يفهمَ أنَّه في يومٍ من الأيَّام، سوف يُسأل عن مواقفِه. يجب أن نستلهِمَ من المَسيح، ونرى كيف تعامَلَ مع الأشياء، ونتَّخذ قراراتنا حسبَ إرشاد الآب في الكلمة. أمرَ آسَا بتدمير أماكن السِّحر وعبادة الأصنام، وأمرَ النَّاس أن يطلبوا العليَّ ووصاياه. سُرعان ما ظهرت النَّتيجة في جميع الأماكن.

عندما يقومُ الملكُ بواجبه بتقوى الله، فإنَّ الربَّ يعمل له ومن خلالِه. من المُستحيل أن تكون مختلفًا، لأنَّ الكلمة تَعِدُ بذلك. يجب على من يتزوَّج، مثلاً، أن يتبعَ مثالَ والديه الحسَن، إذا كانوا قد خدَموا الله حقًا، مستندين على تعليم الكتاب المقدَّس. نحن استمرارٌ للعمل الإلهي وليس لعمل أجدادِنا بالطَّبع. فإن فَعَلوا الصَّواب! شكراً لله من أجل ذلك. بأيَّة حالٍ، يجب ألَّا نُخطئ.

عاشت الأرضُ التي حكمَها آسا في سلام لمدَّة عشر سنوات، وكان من المُمكن أن تمتدَّ أكثرَ. لكنَّ الملك ارتكبَ خطأً فادحاً، إذ سمَحَ للخوف أن يدخلَ إلى قلبِه مفترضاً أنَّ عليه أن يستعدَّ للحربِ بينما هناك سلامٌ. وهكذا رأى تهديدًا كبيرًا قادمًا، وهذا لا يؤكِّد أنَّه على حقٍّ؛ على العكس من ذلك، كان مخطئًا. فلو كان يثقُ في الربِّ، لَما لاحظه العدوُّ. إنَّ العليَّ يجعل أعداء خدَّامه في سلامٍ معهم.

هيِّء نفسَك للمُلك؛ لانَّ الكلمة تقول ذلك لكلِّ من قَبِل يسوعَ ربًّا ومخلِّصًا؛ لا داعي للقلق بشأن الغَد، فالله يعلمُ كيف يعتني بالَّذين ينتمون إليه. انظر إلى ما يَحدث في منزلِك وتعالَ أمامَ الآب رافضاً المشاكل، واحصل على الحلِّ مطالباً بإنهاءِ العَمل الشِّرير.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز