رسالة اليوم

04/02/2022 - نومُ المَوت

-

-

انْظُرْ وَاسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ إِلهِي. أَنِرْ عَيْنَيَّ لِئَلاَّ أَنَامَ نَوْمَ الْمَوْتِ، (مزمور3:13)

يجب أن ننظرَ باهتمامٍ إلى الربِّ الذي يعرفُ كلَّ شيءٍ بما أنَّنا لا نستطيع فهم دوافع أفكارِنا وكلماتِنا وأفعالِنا. لو لم ينتبه يسوعُ لبطرس، لكان الرَّسول قد استمرَّ في الكلام، وربما فعل شيئًا خاطئًا. لكنَّ السَّيد رآه منقاداً من إبليس، فوبَّخه (مر33:8)، لذلك ظلَّ التِّلميذ الحبيبُ أمينًا لابنِ الله. نريدُ نفسَ المعاملة من الربِّ!

يُعلنُ الكتابُ المقدَّس أنَّ القلبَ أخدعَ من كلِّ شيءٍ (ارميا9:17). لذلك مهما تلوثَّت نفسُك. عليك غسلَها بكلمة الإنجيل المقدَّس، وارفض كلَّ ما يتعارض مع الوحي الإلهيّ. إنَّ أبناء العليِّ الذين يبدؤون في الاستمتاع بأشياءٍ تتعارض مع تعاليم الله يَضعون أنفسَهم في أيدي الشِّرير، وثمَّ يسيرُ كلُّ شيءٍ بشكلٍ خاطئٍ في حياتهم. لذلك لا تحتقر الكلمة أبداً.

يُحدِّد الموقفُ الذي تتَّخذه أثناء التَّجربة استجابة الربِّ: هل تستمِع إلى صلاة شخصٍ يُكافح الأفكار الشِّريرة، أو تحتقر تضرُّع الآخر. لذلك ارفض عروضَ الشَّيطان. ولكن إذا سيطرت التَّجربة على تفكيرِك، صلّ. وفي حالةِ عدم مغادرتها، ابدأ بالصَّوم وافتح قلبك للآب. وإذا استمرَّ الأمرُ بعد كلِّ هذا، اطلب صلاة خادم الله.

عندما يُزعجك شيءٌ ما، لا تؤجِّل الصَّلاة إلى وقتٍ لاحقٍ، لأنَّه إذا بقيَ في قلبك، يمكن أن يكونَ قرارك سيئًا (أف 4، 26). إذا لم تتخلَّص ممَّا يُضايقك، فسوف يُسيطر السَّخَط على قلبِك، وإذا لم يتمّ إزالته، فسيستخدمه العدوُّ لفعلِ شيءٍ ضدَّ شخصٍ ما. بالنَّتيجة كونك ضحيَّة للشَّر، فإنَّك ستفعل شرَّاً آخر أيضاً.

إنَّ الانزعاج البَسيط يُمكن أن يقودَ بعضُ خدَّام الله إلى التَّفكير في التصرُّف ضدَّ الإرادة الإلهيَّة. لولا الموقف الرَّائع لأبيجايل الحَسَنة الصُّورة، لكان من المُمكن أن يدمِّر داودُ عائلة نابال، وحتى أبيجايل نفسها، التي أصبحت زوجتَه فيما بعد (1 صم 25.25-27). من الضَّروري الاستماع إلى مُرسَلي الربِّ من أجل إطلاق كلِّ المرارة. أولئك الذين يُرسلهم الشِّرير يَجلبون لك الكراهية فقط.

إذا كان الموتُ (طبيعة الشَّيطان) مرتبطٌ بك، فإنَّك تحتاجُ إلى استنارة عينيك من الله العليِّ، حتى لا تنامَ تحتَ سُلطان الشَّيطان (مزامير33: 18, 19). عندما تشعر بالعلامة الأولى لشيءٍ من العدوِّ في قلبك، ارفضها؛ وإلَّا قد لا تستيقظ روحياً مرَّة أخرى. فتدمِّر أحلامك وستُعاني عائلتك وأشخاص آخرون.

يحتاجُ فهمُنا الرُّوحي إلى لمسةٍ من الآب السَّماوي. عندما يجلبُ النُّور سنرى النُّور (مز9:36). لا نفهم لماذا في طريق الحياة، في كثيرٍ من الأحيانِ، نندفعُ إلى الرِّغبة في الظُّلم والتَّصرُّف بطريقةٍ تسبِّب المعاناة. بمعونة الربِّ، سيكونُ لدينا الفهمَ اللَّازم لنرى الطَّريق للخروج من مشاكلِنا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز