رسالة اليوم

02/02/2022 - إلهُ كلّ النَّاسِ

-

-

أَمِ اللهُ لِلْيَهُودِ فَقَطْ؟ أَلَيْسَ لِلأُمَمِ أَيْضًا؟ بَلَى، لِلأُمَمِ أَيْضًا (رومية29:3)

يُعَرِّفُ الربُّ الخالقُ نفسَه على أنَّه إلهُ كلِّ البشريَّة. لذلك، نؤمن أنَّه على استعداد ليصيرَ إلهاً ومخلِّصَاً لكلِّ النَّاس. لكنَّ الذي لا يعرف ما يقوله يمكن أن ينخدعَ بالرَّسائل المختلفة التي تنقلها الأديان، والتي لا تستند إلى كلمة الربِّ، ولكنَّها تقدِّمه كالكائن الغضوب الشِّرير المُنحرف. إنَّها ليست الصُّورة التي يُعطيها الله عن نفسِه.

لا يوجد مصدرٌ آخر لمعرفة الخالق غير الكتاب المقدَّس، نتعلَّم من خلالِه الرِّسالة الحقيقيَّة عن الله وماذا يُمكنه أن يفعلَ من أجلِنا. يُخطئ كثيراً الشَّخص الذي يقدِّم خدمةً ليست آتية من عند الربِّ. كلُّ العقائد أو النَّظريات التي تأتي من الإنسان لا علاقة لها بالحقِّ، وأولئك الذين يخدمونها يُلحِقون أذىً كبيراً بمستمعيهم.

إنَّ الشِّفاء من شرورك هو ما علَّمك إيَّاه الله من خلال كلمتهِ. لا يوجد وحيٌ للحقِّ فارغُ القوَّة. عندما تفهم الرِّسالة المباشرة، ينتهي الجزء الخاصُ به ويبدأ الجزءُ الخاصُ بك. وهكذا يُمكنك مطالبة كلَّ الشُّرور بالخروج من حياتك. كلُّ ما يُعلنه الآبُ سيحدث، إذا آمنتَ وتصرَّفتَ كمحاربٍ حقيقيٍّ. مادام الربُّ رجلُ حربٍ، فيجب أن يكون أبناؤه كذلك أيضًا.

خلقَ اللهُ الإنسانَ ليتكاثر على الأرض. لذلك لا يهمّ المكان الذي وُلِدت فيه ولا لونُ بشرتك. في نشيدِ سُليمان، الفصل 1، الآية 6، توضِّح شولميث أنَّها كانت ذات بشرة داكنةٍ بسبب الشَّمس (أو أجدادها). لذلك، لا ينبغي أن نقبلَ التَّمييز بأيِّ شكلٍ من الأشكال، لأنَّ أصل النَّاس، سواءً كانوا يهودًا أو أمميين، لا يُحدِث أيَّ فرقٍ بالنِّسبة للربّ.

إذا كنتَ تستخدم الإيمان من خلال الاستماع إلى كلمة الله، فسيكون القدير لك وسيعمل لصالحك في جميع الأوقات. من الضَّروري أن نفهمَ أنَّه بمجرَّد أن نخلصَ نتصالح مع الربِّ. الآن هو فينا ونحن فيه، وبالتَّالي يُمكننا أن نسألَ ونحصلَ على أيِّ شيءٍ نريده (يوحنا7:15). بالنَّتيجة، لقد انتقلنا من مملكة الهزيمة إلى مملكة أعمالِ الله. إنَّ الله القدير يسود علينا ومن أجلِنا.

لا توجد حدودٌ للذين تعلَّموا كيفيَّة الحصول على بركات العليِّ وإنجاز أشياء لم يتمّ القيام بها سابقاً. رأينا ذلك مع يشوع عندما كادت تغربُ الشَّمسُ واحتشد أعداؤه. صلَّى إلى الربّ وأعطاه إيمانه أن يوقف الشَّمس والقمر (في الواقع، كلُّ النِّظام الشَّمسي). وهكذا أصبحَ اليومُ أطول، وتمكَّن من هزيمةِ أعدائهِ (يشوع 10، 12، 13). يجب أن يقودك إيمانك إلى الشُّعور بما يُمكنك تحقيقه.

يَسعدُ الآبُ السَّماوي عندما نمنحه الفرصة للعمل لصالِحنا. يريدُ أن يطردَ من حياتِنا كلَّ ما يعيق سلامَنا وسلامتنا. لا يوجد خيارٌ: إمَّا أن تطلبَ الخالق وتنتصرَ، أو تعاني من الخسارة التي يَفرضها عليك الشَّيطان. لقد هزمَ أبناءُ الله الشَّر بالفِعل (1يوحنا 2، 14). لا تنسَ أنَّ الربَّ هو إلهُك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز