رسالة اليوم

13/11/2016 - هَكَذا نَعْمَل أعَمال يَسُوع

-

-

اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ (كولوسي 3: 2).

الشَّخَصُ الَّذي يَعيشُ حَياتهُ مُهتماً بَالأشياء المَاديّة لنْ يُصبِحَ شَخصَاً رُوحِيًّاً أبداً. فمَحَبة العَالم والأَشْيَاءَ الَّتِي فِيه لا يَجبُ أن تُسيطرَ عَلى أفَكارِ أبْنَاء الرَّب(1 يوحنا 2: 15)، لأنَّها تَجعلهُم غيرُ قَادرينَ عَلى مُواجهةِ الحُروبِ الّتي لابُدَّ مِنهَا في حَياتِهِم الرُّوحِية، لِذلكَ يَجبُ عَلينَا تَدريبَ أفَكَارِنَا عَلى التَأمُلِ في العَالم الرُّوحِي، لأنّ كُلّ مَن يُدربُ أفَكارهُ، يَكتشفُ أسْرار الإنْتِصارِ على العدوّ.

إذا سَمَحتَ لِذهنكَ بَالامتِلاءِ بِالعَالمِ، سَوفَ تَمنعُ روحَكَ مِنَ النَّمو في النِعْمةِ ومَعرفةِ رَبنَا يَسوع، وكَذلك أنْتَ لنْ تَستطيعَ التَخلُّصَ مِن شَهواتِ الجَسدِ التي تُسيطرَ عَليكَ، أمَّا إذا كَرّسَتَ نَفْسَك وأفكَاركَ لِمَا يَخُصُّ أُمُورَ الله، فإنّ ذِهْنَك سَيَتغيّر ويُصبِحَ قَادراً على فَهْمِ الكَلمةِ والعَملِ بِهَا.

إنَّ مَحبَة العَالمِ تَسْلُبُ مِنّا القُدرةَ عَلى مُواجهةِ التَّجاربِ والتَّغلبَ عَليهَا، فعِندمَا تبدأُ مَحبةُ العَالمِ والأشياءَ الدُّنْيويَةُ تَتَحَكَمُ فِي عُقولِنَا، تَجعلُنا خَاضعينَ للجَسدِ وشَهواتِهِ. فَنحنُ نَستطيعُ التَّمتعَ بَما في العَالم، ولكِنْ لا يَجبُ أن يَكونَ هَذا مِحورَ اِهْتِمَامِنا. أمَّا إذا وَجَّهنا اِهْتِمَامِنا لمَا هَو فَوق، وشَعرنَا أنّنا مَازلنا بِحَاجةٍ لامتلاكِ بَعضِ الأشياءَ، يَكفي أن نُصلّي، لأنّ الرَّبَ وعَدنَا أنَّ كلَّ ما نَطلبُهُ فَي الصَّلاة باسْم يَسُوع يُعْطى لنَا، ولكِنْ الشَّخَص الَّذي يَعِيش حَياتهُ يُفكر في الأشياء الّتي في العَالم، ويُكافح مِن أجلِ اِمْتلاكِها، سَوفَ يكتشفُ أنهُ بِدونِ المَسيحِ لا يَمْلُكُ شَيئاً .

إن السَّرَ في تَدريبِ العقلِ على التفكيرِ في السّماويات. هَو لِكي نَتشدَّدَ ونَتعلَّمَ كيفَ نَحصلُ على أفضلِ ما في الحَياةِ.

شَهواتِ العَالمِ المَادية تَسْلبُ مِنَّا الفُرَص لِمعرفةِ وإدراكِ مَا يُساعِدُنَا مِن كلمةَ الرَّبِ في مُواجهة الحُروب والتَغلّبِ عَليهَا. لِذلكَ، يُخطئ المَسيحِيون الَّذينَ مَا زالوا مُعجبينَ بِأنفُسِهم، وبِثَرائِهم ورَغْبَتَهم الجَامِحَة لاقْتِنَاءِ كُلّ شئ في العَالم. فَنحنُ نَستطيعُ الحُصولَ عَلى كُلّ شيئٍ في الحَياة ونَستمتِعُ بهِ، إنَّما لا يَنبغِي أن يَكونَ هَذا هَدفُنَا، بل نَسعى لمَعْرفة الرَّب الإله، وفعْلِ مَشيئتهِ ونَعيشُ حَسبَ إنْجيلهِ. لأن الَّذي يتَلَذَّذْ بِالرَّبِّ يُعْطِيَهِ سُؤْلَ قَلْبِهِ (مزمور 37: 4).

إذاً، عِندمَا نُكرّسُ حَياتنَا للإهتِمَامِ بِمَا هو فَوق، سَوف يَعْرفُ قَلبُنَا طرقٌ مَخفيةً عَنَّا، لمْ نَعْرفهَا حَتى الآن، وهَذه الطُرق تَجَعَلُنَا نَنَتصرُ على العَدُوّ، ونَعَمَلُ أعَمَال الرَّب يَسُوع.

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز