رسالة اليوم

27/01/2022 - خاتمة سَعيدة

-

-

وَلَمَّا صَعِدَا مِنَ الْمَاءِ، خَطِفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلُبُّسَ، فَلَمْ يُبْصِرْهُ الْخَصِيُّ أَيْضًا، وَذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ فَرِحًا. (أعمال الرُّسل39:8)

عندما نتبع إرشاد الربِّ، نعرف متى يتوفَّر الوقت الأفضل لتبشير شخصٍ ما. سنتمكَّن من أن ننيرَ طريق النَّاس بالحِكمة التي يُعطيها الله لكلِّ الذين يطلبونها (يعقوب 1: 5). إنَّ الخطة الإلهيَّة للَّذين يُطيعون الدَّعوة السَّماوية رائعة ومليئة بالقوَّة. يجب أن يؤمن كلُّ الذين تمَّت دعوتهم وإرسالهم من قبل العليِّ لأداء مهمَّة ما، أنَّه سوف يستخدمهم كما استخدم الآخرين في الأجيال الماضية.

كان فيلبُّس خادمًا مطيعاً لسيِّده، لذلك تمَّ وضعه في المكان المناسب. من لا يلتفت إلى ما يقوله الرُّوح القدس له من خلال الكلمة، لن تقوده يدُ الله إلى فِعل مشيئته. أولئك الذين يُدعَوا اليوم سيحصلون على نفس المعاملة التي حصل عليها الذين قالوا نعم للعليِّ في الماضي. لذلك لا ترفض المهمَّة التي قدَّمها الربُّ لكَ أبداً.

يعتمد النَّجاح على الخضوع لروح الله. الحكمةُ للقيام بالعمل هي عطيَّة لا يفشل الآبُ في منحِها للمُخلِصين له. أولئك الذين ليس لديهم مبالاة أو غَيرَة تجاه ما اؤتمنوا عليه، لن يعرفوا كيف يقودوا الهالكين إلى الربِّ وسيستخدمون كلماتهم الخاصَّة بدلاً من كلمة الله في اللَّحظة الحاسِمة. أولئك الذين يطيعون الله يتميَّزون عن الآخرين بسبب النَّتائج التي يحصلون عليها.

نزل فيلبُّس الى المياه كي يعمِّد الخَصيّ. كان يعلم أنَّه خادم الربِّ ويقوم بالعملِ، بغضِّ النَّظر عن المكان الذي أخذه العليُّ إليه. يجب أن يركِّز خدَّام الله على إيصال الرِّسالة كاملة، وبذلك سيجد الضَّالون الطريق الأبدي. بالنِّسبة للمبشِّر، ما يهمّ هو أن يُرسَل في مهمَّة، وليس إلى مكان الارسالية. عندما كرزَ فيليبُّس، لم يتفاخر بفضائلِه ولم يتحدَّث عن نفسِه؛ لكنَّه أعلن عن يسوع المسيح.

كان فيليبُّس، المبشِّر، على وشك تولِّي مكانته في الخطة الإلهيَّة، لذلك عندما خرجَ من الماء، أخذه الرُّوح القدس بعيدًا عن عيني الخَصيّ، وفي جزءٍ من الثَّانية، قاده إلى أَشْدُودَ لمتابعة العَمل. لا يهمَّ كم من الوقت ستبقى في مكانٍ ما، بل كُن مستعدّاً لأداء مرحلة أخرى من المهمَّة التي يتعيَّن عليكَ القيام بها. أولئك الذين يطيعون الربَّ لن يندموا أبدًا على وفائهم.

ختاماً كان الخصيُّ سعيدًا ومَضى في طريقه فرِحاً لتلقِّي مثل هذه المعاملة من الله. يبدو أنَّ فرحَة الخصيّ كانت أكثر إثارة من بهجة فيليبُّس المبشِّر. لأنَّنا لا نرى أيَّ تعليق لبهجة فيليبُّس حول هذا الحدث. الحقيقة هي أنَّ الخادم يجب أن يكون دائمًا على استعدادٍ لفعل ما يُرضي الآب وليس ما يوَدُّ فعله أو ما يريده شريكه أو عائلته.

كم عدد الخِصيان أو المعلِّمين والكهنة وغيرهم من الأشخاص الذين يحتاجون إلى نفس التَّجربة التي مرَّ بها خصيُّ الملكة الإثيوبية؟ بالتَّأكيد، سيشكرُ الكثيرون الله لأنَّك خرجتَ لملاقاتِهم. لذا اسمح للربِّ أن يستخدمك ولن تندم أبدًا. يستطيع القديرُ أن يعتني بكلِّ الذين هم على استعدادٍ لفعلِ مشيئتهِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز