رسالة اليوم

26/01/2022 - من عبدة الشَّياطين إلى خدَّامٍ لله

-

-

وَلكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً. (أعمال الرُّسل12:8)

يجب أن يقوم خدَّام الله بالعملِ بطريقةٍ تجعلُ حتى أكثرَ المشكِّكين يؤمنون بما يقولون. لا تأتي القوَّة من الإنسان، بل من الله الذي يمنحُ هذه القدرة حتى يكون عملنا في الإنجيلِ تامَّاً وكامِلاً كما كان العملُ الذي قام به الربُّ يسوع. فليس عذرًا أن نقولَ إنَّ النَّاس أشرارٌ، وأنَّهم يفضِّلون خدمة الشَّيطان، وبالتَّالي لن يستمعوا إلينا. تَبِعَ النَّاس يسوع لأنَّهم رأوا العلامات التي كان يُظهرها.

قبل الذَّهاب إلى حقل الخدمة، يجب على المدعوِّين إثبات محبَّتهم للربِّ حقًّا-اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي» (يوحنا21:14). الآن، إذا لم يكرم الله العملَ الذي شرعتَ في القيام به، فستكون النَّتيجة تافهة. إنَّ الله القدير يُكرم الذين يُكرمونه (صموئيل الأول30:2). لا يمكن أن تكون خدمتنا أدنى من خدمة أيِّ شخص آخر، لأنَّ الله هو الذي يقوم بالعمل.

يجب على المسيحيّين التحدُّث عن ملكوت السَّماء واسم يسوع. الرِّسالة المبنيَّة على هذين الرُّكنين تقود الضَّال لاتخاذ قرار التَّحول. لن يشعر النَّاس أنَّ هناك حقًا في الواعظ إذا تحدَّث فقط عن الملكوت، أو فقط عن اسم الربِّ. ولكي تكون الشَّهادة كاملة للذين يسمعونها، يجب على الواعظ دائمًا أن يأتي بهذين الموضوعين في العديد من الخدمات.

عندما نتحدَّث عن هذين الموضوعين، يشعر النَّاس بالسَّعادة والرّهبة، فمن المستحيل أن يتعجَّب الناسُ ولا يتبعوا طريق العليِّ عندما يرون قوَّته تعمل فيهم عادة. كان هذا هو السِّر الذي استخدمه المسيح والرُّسل وكلُّ من استخدمه القدير. لقد رسَم السَّيد مثالاً كي نتَّبع خطواته.

النَّتيجة: السَّامريون اهتدوا واعتمدوا. لكن عندما لا تكتمل الرِّسالة، فإنَّ التَّوبة إلى الله وما يترتب على ذلك من المعمودية هي خطوات لا يتَّخذها الجميع. نحن نُحدِث فرقًا بالطريقة التي نخدم بها، لذلك لا تبتكر أيَّ طريقة أخرى للقيام بالعمل ولا تتأثر بأكاذيب العدوِّ؛ قِفْ بثباتٍ في المكان الذي وضعك فيه الربُّ. ستكثر التَّجارب، لكن يسوع هو نفسه دائمًا (عبرانيين8:13).

لا تفشل أبدًا في إعلان ملكوت السَّماوات والاسم الذي هو فوق كلِّ الأسماء للذين تبشّرهم، حيث لن تكون هناك معجزات بدون هذه المعرفة (فيلبي 2: 9). الشِّفاء معجزة، لكنَّ قرار الخلاص هو أعظم معجزة يمكن لأيِّ شخص أن يختبرها. لا تتحدَّث فقط عن خلاص النَّفس، لأنَّ المثال الذي رسَمه يسوع يشتمل على الرِّسالة الكاملة.

يزوِّدنا النَّص بمعلومات قيِّمة: الوعظ الصَّحيح يقود الرِّجال والنِّساء إلى اتِّخاذ القرار الصَّحيح. في الأماكن التي يكون فيها النَّاس مجرَّد أعضاء، قد يكون الخطأ في الواعظ. كلُّ من يقوم بالعمل كما فعل فيليبُّس في السَّامرة سيحصل على نتائج مماثلة. اسمح لنفسِك أن يستخدمك الربُّ حقًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز