رسالة اليوم

25/01/2022 - من عبادة الأوثان إلى خدَّام الله

-

-

لأَنَّهُمْ هُمْ يُخْبِرُونَ عَنَّا، أَيُّ دُخُول كَانَ لَنَا إِلَيْكُمْ، وَكَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ، لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ، (تسالونيكي الأولى9:1)

أدركَ أهل تسالونيكي أنَّ الحقَّ سيحرِّرهم من عبادة الأصنام، وهو أمرٌ قبيحٌ جداً في نظر الله. فرجعوا من كلّ قلوبهم إلى الربِّ. لقد ارتكبوا أخطاءً كثيرة، لأنَّ عبادة الأصنام تؤدي إلى خطايا أخرى. ولكن بسبب تغيّر سلوكهم، فقد صاروا مثالاً للذين يسمعون الإنجيل في كلِّ مكانٍ (تسالونيكي الأولى 1: 7-8).

أصبح إيمانُ أهل تسالونيكي أداةً حيَّة في يد العليِّ، ممَّا جعل بولس وفريقه يتأثرون ويشكرون القدير (تسالونيكي الأولى 1: 1-3). لم يضعوا إيمانهم بالربِّ يسوع بشكل حاسمٍ وحازم فحَسب، بل كان لديهم غيرة للوصايا الإلهيَّة أيضاً. في اللَّحظة التي يحدث فيها هذا الأمر يفقد الشَّيطان قدرته على إغواء النَّاس بتجاربه. هذا ما يجب أن يحدث في كلِّ مكان يُكرز فيه بالإنجيل.

يُظهر الموقف الذي اتَّخذه إخوة تسالونيكي سبب اختيارهم من قبل الربِّ لخدمته. الحقيقة هي أنَّ الشَّخص الذي يولد من جديد، يضطرُّ إلى السَّعي لإرضاء الله عاجلاً. لذلك عندما لا يُظهر المرءُ العاطفة والتَّغيير، ولا يبدأ القيام بأعمالٍ صالحة، فهذا يعني أنَّه لا يوجد تحوّل حقيقي. يعطي الرُّوح القدس لكلِّ من يأتي إلى ملكوت الله رغبةً في التَّغيير الكامل.

الرِّسالة التي وصلتهم مدحَت إيمانهم على فم الرُّسل. كانت رسالة صادقة لا تزييف فيها أو تزوير. ولكن ما لم يعِيش المبشِّرون في القداسة، فلن تكون هناك نتائج. أولئك الذين أرسلهم ربُّ الحصاد يجب أن يَلزَموا قول الحقِّ والعيش بحسبهِ (تسالونيكي الأولى 2: 3-8).

عندما يتمُّ العملُ بقوَّة الله، بتوجيهٍ من الرُّوح القدس، وبتصميمٍ كاملٍ من جانب الَّذين يقومون به، وفي حدود القداسة، يتمُّ ضمان نتيجة ناجحة. يجب على الواعظ أن يجتهد لتحويل الضَّالين إلى قدِّيسين لله العليِّ دون وضع خططِه الشَّخصية موضع التَّنفيذ. يجب أن يتذكَّر أنَّه خادم وبالتَّالي عليه أن يفعل ما يأمر به الربُّ.

إذا كان هناك أيُّ نوع من الاضطهاد، فلا يُمكن لخادم الإنجيل أن يدعَ الاستياء أو الحزنَ أو أيِّ شعور سيّء آخر يُسيطر على قلبِه أو ينقله إلى الآخرين. لا يسَعنا إلَّا أن نخدم الله بفرح، وبذلك يقبل النَّاس الكلمة بفرح أيضاً، وتكون النَّتيجة مرضيّة جدًا. ليس هناك ما هو أجمل من رؤية المؤمنين يشابهون الربَّ يسوع المَسيح (تسالونيكي الأولى 1: 6).

يجب أن يكون هدفُ الواعظ هو تشكيل مسيحيين ليكونوا قدوة للَّذبن يهتدون حديثاً، بحيث ينعكس إيمانُهم في تبشير الآخرين. قُم بالمهمَّة الموكلة إليك دائماً، واحترم الشَّخص الذي دعاك لمِثل هذا العمل الهام.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز