رسالة اليوم

22/01/2022 - معيار الحياة المَسيحيَّة

-

-

مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا. (كولوسي13:3)

تدورُ آيةُ اليوم حولَ تحمُّل بعضِنا البعض، وتوضِّح أنَّنا لسنا كاملين بعد. تعلِّمنا أنَّ المواقف التي تزعجنا ضروريَّة لإكمال شخصيَّاتنا كمسيحيين. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الكثير ممَّا يحدث في حياتنا اليوميَّة لا يمنعه الربُّ حتى نعتمد على قوَّته أكثر. وهكذا سنكون مستعدِّين لمواجهة الصُّعوبات التي تعترِضَنا بسبب إيماننا بالمسيح.

يجب علينا أن نغفرَ ونحتملَ بعضنا البعض، لأنَّ التَّسامح يزيل "السُّم" الذي يُغرَس في نفوسِنا بسبب إهانة شخصٍ ما، والذي من شأنِه أن يدنِّسنا. أولئك الذين لا يستطيعون أن يغفروا قد يذهبون إلى حدِّ دفع أموال لقتلِ من أذنب ضدَّهم أو لارتكاب مِثل هذه الجريمة بأنفسِهم. الآن، إذا حدثَ هذا لمسيحيٍّ ما، فسيكون في مشكلةٍ خطيرة، وقد يؤدي به ذاكَ إلى الهلاك الأبديّ. حتى عندما نتعرَّض للهجوم، لا ينبغي أن نغلبَ الشَّر بالشَّر، بل نغلبه بالخير (رومية21:12).

إذا كانت هناك شكاوى بيننا- عدم الرِّضا عن إخواننا البشر- فذلك لأنَّنا في الجَسد. ولكن عندما نكون في الرُّوح، فإنَّنا لا ندرك حتى أنَّنا قد تعرَّضنا للإهانة أو أنَّ أحدهم تسبَّب بالأذيَّة لنا. لأنَّنا نعيشُ في حضور الله الكامل، فإنَّنا نمرُّ بالحياة متجاهلين بعضَ الشُّرور من حولِنا. حتى عندما نواجه البعض، نتساءل عمَّا إذا كان الأمر يستحقُّ العناء بذلك؛ بالنِّهاية، لدينا سلام الله الذي يفوق كلَّ عقل (فيلبي 4: 7)!

يجب أن نتذكَّر دائمًا من كنَّا قبل أن نقبلَ يسوع، وخطايانا التي غُفرَت لنا عندما قبلناه كمخلِّصٍ لحياتنا. لم يُلقِ آثامنا في وجهنا ولم يستقبلنا بسخطٍ معربًا عن انزعاجِه. بدلاً من ذلك، جاء الربُّ إلينا بفرحٍ بنظرةٍ يفوح منها الرِّضا، ممَّا جعلنا نرى أنَّنا مميَّزون به. هذه هي الطريقة التي يجب أن نتصرَّف بها!

لا يُمكننا أن نسمح للشَّيطان أن يحقِّق رغبته فينا لأنَّنا إذا تركنا هذا يحدث، فسنكون تحتَ سيطرته ونتيجة لذلك سنكون الأكثر سوءًا بين البشر. لماذا نسمح للحيلة الشِّريرة أن تسلبنا السَّعادة إذا كان بإمكاننا الاستمتاع بها في حياتنا اليوميَّة مع المسيح أو حتى طوال الأبديَّة معه؟ إذا كان الأذى الذي سبَّبه لك شخصٌ ما خطيرًا للغاية، فتأكَّد من أن تفعل ذات ما فعله يسوع بك.

هذا الدَّرس من أفضل ما يُمكن أن نتعلَّمه من أجل إثارة غضب العدوِّ الذي يتظاهر بأنَّه صديقنا رغم كونه سببَ كلِّ الشَّرور ليثيرنا ويذكرنا بالضَّرر الذي لَحِق بنا. في اللَّحظة التي تصبح فيها أقوى بالإيمان، عند سماع الأكاذيب التي تُقال عنك، سوف تفرح وتبتهج لأنَّ هذا ما فعله إخواننا في الماضي. إذا واجهتك أشياءٌ من هذا القبيل، فذلك لأنَّ مكافأتك رائعة.

علَّمَ الربُّ يسوع أنَّه إذا لم يتجاوز برُّنا برَّ الكتبة والفرِّيسيين، فلن ندخل ملكوت السَّماوات (متى20:5). بذات القياس، يُمكننا القول إنَّ محبَّتنا وإيماننا يجب أن يتجاوزا محبَّة الآخرين.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز