رسالة اليوم

20/01/2022 - أمرٌ لم يُسمَعَ نَظِيرُهُ

-

-

«فَاسْأَلْ عَنِ الأَيَّامِ الأُولَى الَّتِي كَانَتْ قَبْلَكَ، مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي خَلَقَ اللهُ فِيهِ الإِنْسَانَ عَلَى الأَرْضِ، وَمِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاءِ إِلَى أَقْصَائِهَا. هَلْ جَرَى مِثْلُ هذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ، أَوْ هَلْ سُمِعَ نَظِيرُهُ؟ (التثنية32:4)

لم تكن قصَّة إبراهيم أعظمَ من العَملِ الذي قامَ الربُّ به لصالحِ البشريَّة من خلال مجيء يسوع. ولا حتى سُليمان بكلِّ مجده كان قادرًا على التَّفكير أو تقديم الحلّ للمشاكل التي قُدِّمت إليه كما فعلَ ابنُ الله من أجلِنا. أنجزَ المسيحُ بموته أكثر بكثيرٍ ممَّا نتوقعه أو نتخيَّله. لقد كان كاملاً في تقديم الحلول لمشاكِلنا وفي الإعلان عمَّا يخصُّنا في كلمتهِ.

لم يتخلَّ اللهُ عن حِلمِه للذين خلقهم على صورتهِ ومثاله على الرُّغم من سقوط آدم. أظهرَ خطته الكاملة لخلاص الإنسان. وبإعلانٍ نبويٍّ كتابيٍّ كاملٍ، تجاوزت مدَّته أربعة آلاف سنة تقريبًا، بدءاً من القضاء الذي أعطاه للحيَّة في جنةِ عدنٍ، مروراً بأسفار الأنبياء، والتي بلغت ذروتها بالوحي الذي قدَّمه يسوعُ، كشفَ العليُّ أنَّ الفداء سيكون كاملاً.

كلمة الخلاص هي أكثر من مجرَّد رفع يدِ المرءِ وقبول يسوع كمُخلِّصٍ له. إنَّه عملٌ إلهيٌّ يبدأ في القلب، عندما يسمعُ الإنسانُ رسالة الله ويقبلها برفع يدِه، والاعتراف بالمسيح ربَّاً لحياته، ويستمرُّ في الإعلان الذي سيُعطى من خلال الكلمة. بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ» (كورنثوس الأولى2: 9).

بزغَ فجرُ عصرٍ جديدٍ للبشريَّة بمجيء يسوع وموته (متى51:27). الآن، لم يَعُد الله كائنًا بعيدًا بل أشرقَ بنوره علينا (كورنثوس الثانية 4: 6). لقد فعلَ ذلك ليضيءَ علينا بمعرفة مجدِه، ولكن ماذا نصنع بذلك؟ لا شيء تقريباً! أنت بحاجة إلى خدمة الربِّ، لأنَّ أسرار ملكوت السَّماوات تُعطى لتلاميذه (متى 13: 10-11).

إنَّه خطأ فادح ألَّا تثق بوحيِه الكامل المدوَّن في الكلمة، ومعظم المسيحيين لا ينتبهون لهذا الأمر. والنَّتيجة هي العيشُ في حالة سيِّئة، تهيمن عليهم العواطف القذرة، والمليئة بالمشاكل الصِّحية والدُّيون والحزن والاستياء، والغدر والخيانة أيضاً. لا يمكن للشَّخص الجسدي أن يُرضي الله، وبالتَّالي لا يستجيب لصلواته أبداً (كورنثوس الأولى14:2).

الإنسانُ الذي لا يطيع كلمة الله يخطئ في كلِّ ما يفعله، حتى صلواته تصبح مكرهة لأذني الربِّ، وأعماله الصَّالحة ليست إلَّا قذارة. أولئك الذين يلتزمون بقواعد البشر لا يُمكنهم التَّحرُّر من أصغر الحوادث. أمَّا الذين يعيشون بالرُّوح فلا يُهزمون، بل يخرجون منتصرين في كلِّ المعارك.

قُم بهذا الاختبار: إذا كنت تعتقد أنَّك تؤمن حقيقة بالإنجيل، لكنَّك لا تعيش أو تتمتَّع ببركات الله العليِّ الكاملة، فأنت غير فاهم لمكانتك في المسيح ولا تعرف ماذا تعني معمودية الرُّوح القدس لأبناء الله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز