رسالة اليوم

18/01/2022 - استراتيجيَّةٌ حكيمَةٌ

-

-

خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. (مزمور11:119)

يُظهر كاتبُ المزمور أنَّ حِفظ كلمة الربِّ أولويَّة بالنِّسبة له. لقد فهم أهميَّتها ولا يريد أن يخطئ إلى الله العليِّ. لذلك احتفِظ بكلِّ ما تتعلَّمه من الكتاب المقدَّس في قلبك. وهكذا لن يتمكَّن العدوُّ من سرقة الوحي الذي تحصل عليه، ومن خلالِ هذا الإعلان سوف تهزمه دائمًا.

قالَ كاتبُ المزمور إنَّه حفِظ الكلمة بطريقة لا يُمكن لأحدٍ أن يراها أو يأخذها منه. وفوقَ ذلك، لقد فعلَ أكثر: لاحظ الكلمة باستمرار. المَسيحيُّ الذي لا يُجاهد للحفاظ على الوحي الذي يقدِّمه الربُّ من خلال الكتاب المقدَّس سيواجه مشاكل مع الشَّيطان عاجلاً. الآن، ما فائدة الاستنارة بالنُّور الأبدي إذا لم تستطِع استخدامَه؟ إنَّها الكلمة التي تقوّيك في المعارك.

الشَّخصُ الذي لا يحفظ الكتابَ المقدَّس في قلبه لا يحترم الربَّ. عندما يمنحنا اللهُ الفهم لإرادته، فإنَّه يقدم لنا المفتاح الذي يُنهِض الإيمان، ويقودنا إلى الحصول على البركة والنَّصر الكامل. وفقًا للكتاب المقدَّس: الرَّجَاءُ الْمُمَاطَلُ يُمْرِضُ الْقَلْبَ، وَالشَّهْوَةُ الْمُتَمَّمَةُ شَجَرَةُ حَيَاةٍ (أمثال 13، 12). لذلك يجب على الذين يستنيرون بالكلمة الأبديَّة أن يمتلكوا ما يقدِّمه الآبُ لهم. لا تنتظر حتى تتحرَّر من الشَّرّ.

كلُّ ما يفعله العليُّ له غرضٌ محدَّد. وهكذا، فإنَّ الذين لا يستمِعون إلى ما يكشفه الربُّ كخطيئةٍ ضدَّه. إذا أخطأنا ضدَّ شخصٍ ما، بأيِّ فرصة، فلن نكون قد صنعنا شيئًا جيِّدًا؛ ولكن إذا أخطأنا إلى أبينا، فإنَّ اللَّوم سيكون أعظم بكثيرٍ. كلُّ ما يقوله الله أو يأمرك به هو بركة؛ لذلك، آمِن تمامًا بما يقوله لك من خلال الكتاب المقدَّس.

لاحظ هذا: عندما نُجرَّب، يُظهر روحُ الله لنا ما يجب فِعله حتى لا نسقط في فخاخ العدوِّ. لذلك الكلمة التي يُرسلها الربُّ إلى قلوبنا يجب أن نقبلها ونحفظَها، لأنَّ لها القدرة على منعنا من العودة إلى الخطيئة. إنَّ سرَّ عدم الوقوع في الخطيئة مرَّة أخرى هو أن نكون متحمِّسين للوحي الذي نتلقّاه من العليِّ. اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ» (مر 14، 38).

فقط أولئك الذين ليس لديهم محاكمة عقلية سليمة سيسمَحون للعدوّ باستخدامهم لإيذاء الربّ. إذا اقتربَ الشِّريرُ منك، فأطلق النَّار عليه كي تقنعه أنّه لا يمتلكُ فرصةً للسيطرة عليك. يجب أن تكون محبَّتنا لله ظاهرةً لدرجة أن يلوي الشَّيطان أنفه في كلِّ مرَّة نذهب فيها إلى مكانٍ ما ونتحدَّث إلى شخصٍ ما عن إيماننا بيسوع. لدينا السُّلطة لتمثيل الربِّ وتنفيذِ مشيئته (مرقس 16، 17، 18).

لن تَبطُل الكلمة التي أُعطِيت لك أبدًا. ولكن من الضَّروري أن تفهم أنَّه جاء كي ينيرَ طريقك. هذه أفضل طريقة لحِفظها وإخفائها في قلبِك. في كلِّ مرة تحتاج إلى ذلك، افتح فمك واعترف بما يقوله الله عنك. ستنتصر إذا كنت تفي بأوامره دائماً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز