رسالة اليوم

15/01/2022 - قلبٌ مُمتلئٌ بالشَّيطان

-

-

فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا حَنَانِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟ (أعمال الرُّسل3:5)

خُلق قلبُ الإنسان- روحُه- مسكناً لله. عندما يتحوَّل الإنسان، يتطهَّر من خطاياه، وعندما يعتمد في المياه، يرى طبيعته القديمة (الإنسان العتيق) بحالةِ موتٍ، فيملأه الآبُ بالرُّوح القدس. ولكنَّ بعض النَّاس، على الرُّغم من أنَّ الربَّ عمل لهم عملًا عظيمًا، لكنَّهم يقعون في الإغراءات، وبعد أن أخطأوا ولم يتوبوا، يمتلكهم الشَّيطانُ بعد مرور بعض الوقت.

حنانيا هو أحد هذه الأمثلة. عاشَ في الأيام التي كان الربُّ فيها يبني كنيسته. لقد أتيحت له الفرصة لرؤية بطرس، وكذلك الرُّسل الآخرين، مستخدَمين من الرُّوح القدس، كما كان يسوع (أع 4.33). في ذلك الجوّ المقدَّس، لم يتيقَّظ حنانيا بل سقط في إغراء الشَّيطان. وهكذا سقط ميِّتاً أمام الجميع (أع 5.5). خلال سنواتي العديدة كشخصٍ مخلَّصٍ، رأيت أيضًا العديد من المسيحيين يضلُّون ويفقدون أنفسَهم إلى الأبد.

لا يملك الشَّيطانُ القدرة على اقتحام حياة ابن الله، ما لم يُسمح له بالدُّخول (1 يوحنا 5، 18). إنَّه لأمرٌ محزنٌ، أن نرى ونسمع أنَّ العديد من المسيحيين هم زناة وكذَّابون ولصوصٌ، إلخ. والسُّؤال الذي ليس له إجابة منطقية هو: لماذا؟ لا يُمكننا أن نفهم كيف يُمكن لشخص ما أن يقرِّر الانغلاق على عمل الرُّوح القدس، الذي يبكِّت على الخطيئة، وبالتالي يسلم جسَده وروحه للعدوِّ (يوحنا8:16).

لم يفهم بطرس أيضًا وسأله قائلاً: حنانيا، لماذا ملأ الشَّيطان قلبك؟ بالنِّسبة للرَّسول، ما كان يجب أن يحدث هذا أبدًا. لماذا تخون المرأة زوجها وبعد ذلك تقضي حياتها كلها مصرَّة على أنَّ الابنة أو الابن له حتى يُثبِت مظهر الطفل عكس ذلك؟ ألا تستطيع أن ترى أنَّها تسمح للشَّيطان بالسَّيطرة عليها؟ إلى جانب كونها زانية، فهي كاذبة أيضًا. الكذابون سيواجهون أسوأ مصيرٍ: الموت الثاني (رؤيا8:21).

من ناحيةٍ أخرى، هناك أزواج يفعلون الشَّيء نفسه. وماذا نقول عن الذي نهبَ بيت الله أو رئيساً في العمل أو غريباً؟ أمرَ يسوعُ أن نسهرَ حتى لا نقع في التَّجربة (متى41:26). كذب حنانيا على الرُّوح القدس الذي هو روحُ الحق (يو13:16). كما أنَّ الخيانة الزَّوجية تكون موجَّهة ضدَّه، الذي هو روح القداسة والأمانة. احذر! لن يكون هناك مغفرة لخطيئة ضدّ الرُّوح القدس (مر 3، 28، 29).

كانت الممتلكات خاصّة لحنانيا. لذلك كان بإمكانه الحِفاظ على قيمة البيع. كان خطأه هو الكذب، قائلاً إنّه قدَّم المبلغ بأكمله. أراد الجميعَ أن يصفِّقوا له. الخداع أسوأ من الخطأ دائماً. لا بدَّ أنَّ روح الله قد حثَّ حنانيا على قول الحقيقة، لكنَّه اختار طريق الموت.

يُرشدنا الربُّ للسَّير في الطريق الصَّالح دائماً (تث 30، 19). من ناحية أخرى، يعلِّمنا الشَّيطان دائمًا أن نكون "أذكى" قليلاً. تحقَّق من الأشياء التي تقولها وتتصرَّف وتعترف بها. إذا تركتَ الشِّرير يملأ قلبك، فسيكون هناك وقتٌ لن تهتمَّ فيه بعد الآن بالحقيقة. لذلك لا تدع هذا يحدث.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز