رسالة اليوم

14/01/2022 - إِذًا لاَ يَفْتَخِرَنَّ أَحَدٌ

-

-

إِذًا لاَ يَفْتَخِرَنَّ أَحَدٌ بِالنَّاسِ! فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَكُمْ: (كورنثوس الأولى21:3)

لا تقم بترقية أيِّ خادمٍ لله إلى مكانةٍ ليست له. العليُّ يستخدم النَّاس بسبب صلاحِه. كان إيليا رجلاً تحت الآلام مثلنا (يعقوب17:5). فالمجد للربِّ ولا يعطيه لآخر (أشعياء8:42). ينبغي على الذين يثقون في الربِّ أن يسمَحوا له باستخدامِهم، وبعد أن يفعلوا كلَّ ما أُمِروا به، يجب أن يعتبروا أنفسَهم فعلةً بطَّالين. سوف يستخدم اللهُ الذين يصلحون كخدَّامٍ على هذا النَّحو.

إنَّ مجدنا الأعظم هو أن نكون خدَّام الله القدير. لقد دُعينا لتحقيقِ إرادته. لذلك، يجب أن نكون ممتنِّين ولا نسمح أن يهيمن علينا أيّ شعورٍ شرِّير، معتقدين أنَّنا مختلفون عن الآخرين. فالذي يجعلنا مختلفين هو حقيقة أنَّنا نقبل موقعنا بفرح. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الله قد أحسَن إلينا كثيرًا في تكليفنا بمهمَّة.

ماذا يملك الإنسان فيه ليقدِّمه إلى الكامل والمثالي؟ حتى لو لم يخطئ آدم، سنحتاج إلى حكمة الربِّ وشركته كي نعيش بكرامة. الكلمة التي أعطاها العليُّ لآدم، قائلًا له ألَّا يأكل من ثمر الشَّجرة المحظورة، كانت لها القدرة على منعهِ من السُّقوط في التَّجربة القادمة (تك 3.3). ستكون محميًّا من أكاذيب العدوِّ إذا أطعتَ التَّوجيهات التي أعطاك إيَّاها الله.

إذا استخدم القديرُ شخصًا ما، يجب أن يتذكَّر أنَّنا نستمرُّ في امتلاك نفس المشاعر مثل الآخرين. من الجيِّد التَّأكيد على أنَّه لن يتمَّ ترقية أي شخصٍ إلى طبقة عُليا من "البشر الفقراء". فلماذا تترك الغرور والكبرياء يسيطران على قلبك؟ على العكسِ من ذلك، إذا كان لدينا امتياز استخدامنا في الأعمال العظيمة، فربما يكون التَّواضع هو أفضل زينةٍ لنا.

لقد حذَّرنا النَّبي إشعياء من أنَّ المجد والتَّسبيح للربِّ وحده. والربُّ بنفسِه ضَمِن أنَّ المجد لا يُعطى لأيِّ شخصٍ آخر، وبالتالي، يجب على الذين يقعون في تجربة التفكير بأنَّهم أفضل من الآخرين أن يفتكروا في هذا الإعلان الكتابي للهروب من تأثير الشَّر. يعرف العدوُّ أنَّه إذا تمكَّن من خداعِك، وجعلك تشعر بأنك شخصٌ هامٌ، فسوف تتوقف عن كونك قناة للتدفق الإلهي.

الحقيقة هي أنَّ خدَّام الربِّ يثقون به، وبعد أن يتمِّموا رسالتهم، يجب أن يصلّوا حتى يُستخدموا في أعمالٍ أخرى. كما كان يسوع مطيعًا للآب في كلِّ شيء، كذلك يجب علينا أن نقدِّم له طاعتنا الكاملة. أسوأ موقف يمكن أن نتَّخذه هو سرقة المجد أو العمل الذي يُظهِره الله أو يفعله ويكشفه.

لا تدع الكبرياء أو الغرور يدفعك بعيدًا عن مكانة الخادم أمام الله، وإلَّا فلن يتمكَّن من استخدامك. الآن، أولئك الذين يتمرَّدون سيفقدون كلَّ ما كانوا يفعلونه. فكِّر فيما قمتَ به دائماً، وإذا لاحظت أيَّ عملٍ للعدوِّ، صلِّ وتُبْ وقرِّر بحزم تحقيق إرادة الربِّ الكاملة. كُنْ العبد الصَّالح والأمين الذي يدخل الرَّاحة الأبدية (متى 25، 21).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز