رسالة اليوم

11/01/2022 - الأمرُ هو أن نكونَ ثابتين

-

-

فَاثْبُتُوا مُمَنْطِقِينَ أَحْقَاءَكُمْ بِالْحَقِّ، وَلاَبِسِينَ دِرْعَ الْبِرِّ (أفسس14:6)

هناك أمران هامَّان يجب علينا القيام بهِما: أن نُمنطِق أحقاءَنا بالحقِّ ونَلبس دِرعَ البِرِّ. عندما نقرِّر القيام بذلك، سنكون ثابتين في مكانتِنا في المسيح. ومع ذلك، فإنَّ الذين يريدون تجنُّب قوى الشَّر من الوصولِ إليهم يجب أن يتبعوا توجيهات الربِّ. أولئك الرَّاسخون في الإعلانات الإلهيَّة يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِهم أَلْفٌ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِهِم. إِلَيْهم لاَ يَقْرُبُ (مز7:91). الحِماية القصوى المقدَّمة لا يُمكن التَّغلب عليها.

يجب أن يكونَ الحقُّ- كلمة الله- بمثابةِ حزامٍ يشدِّد ثياب الإيمان التي نستخدمَها على أحشائنا الرُّوحية. بدون هذا التَّعديل، لن نمتلك المَهارة اللَّازمة لتحقيق النَّجاح في معاركِنا. من ناحيةٍ أخرى، إذا كانت ملابِسنا فضفاضة، فلن نقاتل كما ينبغي. اعرف هذا: المعارك ضدَّ قِوى الظَّلام هي للمحاربين الحقيقيين. لذلك، فإنَّ اتِّباع تعليمات الربِّ هو السَّبيل الوحيد لتجنُّب الهزيمة.

لا ينبغي لجنود الإيمان أن يخافوا من فِخاخ العدوِّ، لأنَّنا تحرَّرنا من سيطرة الشِّرير، فلا يُمكنه أن يَضرِبنا. من يؤمن بالعليِّ يكون في مستوىً روحي يختلف عن الذي لا يؤمن، لأنَّ الله نفسه هو الحماية له. يجب أن يلبس الإنسانُ- روحه الحقيقيَّة- الأثواب المفصَّلة في الكلمة، حتى لا توجد عارية وعرضة لسِهام الشِّرِّير.

لقد أرشَدنا الله لنلبِسَ الحقَّ دائماً. وإلَّا فإنَّ هجَمات الشِّرير ستجعل كلَّ أنواع المعاناة تأتي إلينا. تعتمدُ حصانتنا الرُّوحية على هذه المَلابس، وبمجرَّد أن نتغطَّى بها، لا يُمكِن للكذَّاب أن يغزوَ أراضينا ويضرِبنا. أمَّا الذين لا يهتمُّون بتنفيذ الوصايا سيتحمَّلون وحدهم المسؤوليَّة عن الشَّر الذي سيحدث لهم. لا يهزمك الشَّر أبداً.

نيَّة الشَّيطان ضارَّة وخطيرة. بمجرَّد أن تعرفَ هذه الحقيقة، لا تدخل في حوارٍ معه أبدًا. كانت الشَّياطين ذاتَ يومٍ ملائكة، كائنات مخلوقة أسمى من الإنسانِ. وهكذا يعرفون جيدًا كيفيَّة إفسادِنا. هذا هو سببُ سقوط الكثيرين من أبناءِ الله في حكايات الشَّيطان، كما حدثَ مع حوَّاء في جنَّة عدنٍ. إنَّه ماكرٌ للغاية لدرجة أنَّه بإعلانٍ بسيطٍ، يُمكن أن يلوِّث الذين يستمِعون إليهِ.

درعُ البرِّ هو أفضلُ درعٍ موجودٍ، لأنَّه يُبقينا آمنين تمامًا. الآن الدِّرع الذي يصنعه الإنسان يَحمي الجانب الذي يوضَع فيه، وهو يخدم الأشياء الماديَّة فقط. لا يُمكن إزالة الوعود الإلهيَّة، لأنَّ حربنا روحيَّة (أفسس12:6) كلُّ الشَّر الذي يحدث لنا يبدأ في العالم الرُّوحي، أمَّا الذين ثبتوا في طريق البرِّ، سيكونون بعيدين عن كلِّ ظلمٍ.

الذي يلبس الحقَّ سيرى أنَّ الخوفَ لا يقترب منه. بدرعِ البرِّ يُحفَظ من كلِّ شرٍّ ولا يخاف شيئاً. تذكَّر أنَّ الذي يؤمن بالكلمة الإلهيَّة هو أكثر من منتصرٍ في كلِّ شيءٍ (رومية37:8). يُسَرُّ الربُّ بالذين يثِقون بِه.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز