رسالة اليوم

06/01/2022 - لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ

-

-

لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. (فيليبي6:4)

القلقُ شيءٌ خطير جدًّا على الإنسان ولا يقدر أن يتحمَّله، لأنَّنا لم نُخلق بهيكلٍ له. لذلك فإنَّ القلق قادر على أن يقودنا إلى اتِّخاذ قرارات سيِّئة تسبِّب لنا المعاناة. فلا يجب أن نقبل أن يرشدنا إلى أيِّ شيء أو يُجبرنا على القيام بشيءٍ ما. في الواقع، يسمح الخالقُ لنا أن نسترشد به وبكلمته فقط. يقوم الرُّوح القدس بهذا العمل كإحدى المهامِ التي نالها من الله الآب.

لا تدع أيَّ شيء يزعجك. حتى التَّحذيرات التي يوجِّهها الربُّ لك، لا يجب أن تأخذ راحتك. حتى لو شعرت بالانزعاج للحظات بسبب شيء أخبرك به، اقبل سريعًا ما أخبرك به. إذا تركته لوقتٍ لاحق، فلن يسمح لك قلقك بفهم التَّعليمات الجديدة القادمة من العليِّ. من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الله القدير لن يكشف لك شيئًا غيرَ نافعٍ لحياتك تمامًا.

كلُّ شخصٍ لديه رغباتٌ نافعة له كثيراً، وفقًا لِما يفكِّر به. لكن إذا أزعجك شيءٌ ما، فاتبع التوجيهات الكتابية واكشِفها أمام الله. من يصمت أمام شيءٍ يسلب سلامه يساعد العدوَّ على الاعتداء على كيانه كاملاً، وبالتالي، سيكون هناك مشاكل جسدية أو عقلية خلال وقتٍ قصير. قد تكون بعض هذه الشُّرور قاتلة. افهم أنَّ من يُسلم حاجاته إلى العليِّ يتخلَّص منها.

إرادة الإنسان لا تتوافق مع الله دائماً، ولهذا علينا إخبارُ الربِّ بكلِّ ما يدور في قلوبنا، سواء كان ذلك جيّدًا أو سيّئًا. نظرًا لأنَّنا لا نعرف شيئًا عن العالم الرُّوحي، باستثناء ما تكشفه الكلمة، فمن المُحتمل جدًا أن الكثير ممَّا نعتقد أنه آتٍ من الله لا يأتي منه في الواقع. ما يأتي من الربّ هو الشَّيء المبارك، الذي يفرِّح القلب، وبالتالي يكون وفقًا للكتاب المقدَّس دائماً.

الصَّلاة هي الشَّكل المُناسب لنا كي نعلن للآب ما نريده. ندعو الآب عندما نتذكر احتياجاً ما، أو كي نتخلَّص من قلقٍ معيَّن. هذه الصَّلاة مبنيّة على الكتاب المقدَّس. ولكن الذين يحتقرون المشورة الإلهيَّة لن يُسمعوا أبدًا. لا يستطيع الله أن يستجيب لشخصٍ لا يلتفت إليه، لأنَّ مبدأه هو إكرام الذي يُكرِمه (يو12، 26).

يجب أن نشكرَ الله لأجل كلِّ ما تلقَّيناه منه. حتى لو كنتَ غارقاً في أسوأ مراحل حياتك، فلا تتوقف عن الشُّكر لأجل الرَّجاء الذي يمنحك إيَّاه الإنجيل. فالذي يضايقك ليس آتٍ من العليِّ بل من العدوِّ. لذلك، لا يُمكن للعدوِّ أن يلمسك إلَّا إذا كنتَ بعيدًا عن الحق. إنَّ إنجيل ملكوت السَّماء هو طريقك للخروج من أيِّ أزمة أو معاناة.

بما أنَّنا نمتلك الرُّوح القدس في حياتنا، فنحن قادرون على هزيمة كلِّ شيء يقوم ضدَّنا. لكن انتبه لِما يزعجك واطلب الإرشاد من الكتاب المقدَّس. ما تفهمه وأنت تقرأ الكتاب المقدَّس، أو عندما تستمع إلى العظة، سيكون توجيهاً إلهيَّاً لك. من يؤمن بالربِّ لن يخسرَ معركة ضدَّ الشَّر.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز