رسالة اليوم

05/01/2022 - معاملة الأبرار

-

-

يَرْوَوْنَ مِنْ دَسَمِ بَيْتِكَ، وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ. (مزمور8:36)

الأبرارُ لهم أفضل معاملةٍ من الله. أمَّا الأشرار فينالون العقوبة التي يستحقونها بسبب خطاياهم. في الحقيقة، لا يُمكننا أن نفهمَ سبب ابتعاد شخصٍ ما عن طريق البرِّ. إلى جانب التَّوقف عن الاستمتاع بفِعل الخير، يشعرُ هذا الشَّخص بألمٍ في ضميرِه بداية. والشِّرير يعيش في صراعٍ في باطنه دائماً، بصوت يقنعه بالخطيئة التي يمارسها وبتجنَّب الخيرَ الذي يراوده.

أمرٌ جوهريٌّ أن نفهمَ أنَّ العدوَّ لن يتمكَّن من هزيمة شخصٍ يُمارس الكلمة. فيما يتعلَّق بالضَّالين، عندما يقرِّر الشَّيطان معاقبتهم، فإنَّهم يشعرون بالألم حقيقة. ويمتلكهم الخوفُ للغاية دائماً، بل إنَّ بعضهم يرتكب فظائع مروِّعة. علاوة على ذلك، فإنَّ الأشرار لا يعترفون بخطاياهم أبدًا، لأنَّهم يعتقدون أنَّ الاعتراف سيقضي عليهم. وبالتالي يدمِّرون أنفسهم.

الامتلاءُ الذي يُعطى للصَّالحين بحسب قول الربِّ لن يضرَّ بهم أبدًا، لأنَّه يعني أنَّ الله الصَّالح يمنح غناه للإنسان. في الواقع، لدى الربّ الأشياء الصَّالحة فقط، وكلُّ شيء بصيغةِ الأفضل. ملؤه يعني أنه سيسكب المسحَة حولَ الأبرار. فلا ينبغي أن يقبل الصَّالحون العيش بندرة السَّلام والصَّحة والموارد الماليَّة. الله جزيلٌ في العطاء وكثيرُ الغنى (تث11:28).

إنَّ أعمال العليِّ كثيرة جدًا، وعطاياه رائعة جدًّا لدرجة أنَّه يمكن مقارنتها، بطريقةٍ ما، بالدُّهون التي تكثر في الأشخاص ذوو البدانة. الآب السَّماوي لديه مسحة لا حصرَ لها. إنَّه غني فيٌّ كلِّ ما نحتاجه لنعيش كأناسٍ مباركين. لذلك، لا تقبل فكرة أنَّ هناك هدفًا إلهيًّا في عدم ازدهارك في أمرٍ ما.

تكشفُ الأسفار المقدَّسة أنَّ أبانا الصَّالح لن يمنع أيَّ خيرٍ عن الذين يحيون في البرِّ ويتمِّمون كلمته (مز 84-11). إذا لم يكن لديك الكثير من نعمة الله وعطية البرِّ، فتحقَّق من إيمانك، لأنه من المُحتمل أنك تركتَ إعلان الربِّ جانباً وركَّزتَ على التَّقاليد الدِّينية، فَإِنَّكَ رَفَضْتَ شَعْبَكَ بَيْتَ يَعْقُوبَ لأَنَّهُمُ امْتَلأُوا مِنَ الْمَشْرِقِ (إشعياء6:2). وهكذا نعود إلى الكلمة الإلهيَّة.

تُعلِن الآية التي ندرسَها أنَّ الله بنفسِه سوف يسقي الصَّالحين من نهره حتى قبل أن يرغبوا في المُشاركة. لذلك كُنْ ثابتًا في الإيمان ودع روحَ الله يملأ حياتك بالخير. وهل ينفعك البقاء في الخطأ والشُّرب والأكل من حظيرة الشَّيطان؟ إلى متى تعتقد أنَّ الله القدير سوف يحتمِل إهانتك لاسمِه؟ قبل أن يضع حدًّا لها، ارجع إلى طُرق الربّ.

لا يوجد شيءٌ أفضل من ممارسة البرِّ. والذين لا يفعلون ذلك، يخترعون أشياء لا تنجح أبدًا. أولئك الذين يركعون أمام العليِّ يُظهرون من خلال حياتهم أنَّ الأمر يستحقُّ أن نكون صالحين. ولكن إذا استغرقتَ وقتًا طويلاً لتتَّخذ قراراً كي تكون بارّاً، يبدو الأمرُ كما لو أنك قلتَ، بعبارة أخرى، أنك لا تؤمن بالله حقًّا. بماذا تؤمن؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز