رسالة اليوم

03/01/2022 - مَملكة النِّعمة

-

-

وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا. (رومية20:5)

أعدَّ الربُّ الشَّريعة وأعطاها لموسى ليعلِّم بني إسرائيل عندما فسَدَ الجنس البشري بسبب خطيئة آدم (خر24، 12). فقط من خلال النَّاموس يمكن تجنّب أفعال الشَّيطان. لكن بسببِ صرامة هذا القانون في الحقيقة، لم يستطِع أحدٌ أن يطيعه كما ينبغي. وفي ظلِّ هذه الظروف، كان هذا أفضل ما يُمكن أن يحصل عليه الإسرائيليُّون، ولكنَّهم تُرِكوا دون البركة بسبب عدم قدرتهم على اتِّباعه بالكامل.

كان النَّاموس هامّاً حتى مجيء يسوع، وفي المسيح تمَّت جميع جوانبه (متى 5، 17). في الوقت الحاضر، ليس لدينا علاقة بالنَّاموس. مع بقاء أربعة عناصر يجب مراعاتها: أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبحَ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا (العَهارة، والعلاقة الجنسية المثلية، وغيرها من الخداع الذي يدخل في مسمَّى الفجور وسوء الأخلاق وانعدام ضبط النَّفس) (أعمال29:15).

بما أنَّ الإسرائيليين لم يُولدوا ثانيةً، لأنَّ هذا لم يكن مُمكناً إلَّا بعد الخلاص الذي أعطِي بموت الربِّ يسوع، فإنَّهم لم يكونوا قادرين على الحِفاظ على تعاليم الكتاب المقدَّس، وبالتّالي كانت خطاياهم كثيرة. في الوقت الحاضر، لا ينبغي أن يحدث هذا في وسطِنا، لأنَّنا نمتلك نعمة الله تعمل لصالحنا، وهي الطريقة التي يتعامل بها الله مع أعضاء العهد الجديد (عبرانيين24:12). لقد خلصنا- غُفِر لنا وشُفينا وأطلقنا أحراراً- من خلال هذا العمل الإلهي (أش 53).

كَثُر الإثم في النَّاموس، لأنَّه لم يكن أحد قادرًا على إتمامه، أدانَهم النَّاموس جميعًا أمام الله (رومية20:3). أمَّا الآن بالنَّعمة، فلدينا القدرة على التَّحرر من كلِّ اضطهاد للعدوِّ، وفي نفس الوقت، لدينا يسوع كمحامٍ، يتشفَّع من أجلنا أمام الله (1 يو1:2). وهذا لا يعني أنَّه يمكننا أن نخطئ دون عقابٍ (غلاطية13:5). أولئك الذين يسقطون ولا يتوبون سوف يذوقون الموت الثاني بالتَّأكيد (رؤية8:21).

يحدثُ شيءٌ خطير للغاية للذين يمارسون الجوانب السَّلبية لشرائع موسى: ينفصلون عن المسيح. يا ربُّ ارحم! والأسوأ من ذلك أنَّ الكثيرين لا يَرون مشكلة في التأثُّر بالمنع. وبالتالي، فإنَّ القوَّة الإلهيَّة لا تعمل فيهم. كلُّ من يتمِّم الوصايا يُرضي الله ويتحرَّر من الخطيئة التي تكثر بالنَّاموس.

في النَّاموس، كثُرتْ الخطيئة وسار النَّاس إلى الجُنون. ولكن في العَهد الجديد، ازدادت نعمة الله أكثر من ذلك بكثيرٍ، ممَّا دفع النَّاس إلى إرضاء الربِّ. هذا هو الفرق الأساسي بين المؤسَّستين: العهد القديم والعهد الجديد. لن يحتفل أيُّ مسيحيٍّ إن كان يمتلك محاكمة سليمة بالأعياد اليهوديَّة، لأنَّها كانت مجرَّد صورة لِما سيأتي (كولوسي2: 16-17). يجب على من علَّم هذه الممارسة أن يتوبَ على وجهِ السُّرعة.

الآن، التَّوجيه الإلهي هو أن نتمتَّع بغنى النِّعمة وعطيّة البرّ، لأنَّنا نتمكَّن وقتها من أن نملكَ مع يسوع المسيح (رومية 5، 17). ولكنَّ الذين يرفضون التَّوجُّه الكتابي المتمثِّل في الانفصال عن الممارسات اليهوديَّة سيصلون إلى نتيجةٍ مفادها أنَّهم فتحوا أنفسهم للعدوِّ. أولئك الذين يحتقرون كلمة الله سيُكابدون الموت الأبدي.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز