رسالة اليوم

30/12/2021 - مُكافأةُ الْوُدَعَاءُ

-

-

يَأْكُلُ الْوُدَعَاءُ وَيَشْبَعُونَ. يُسَبِّحُ الرَّبَّ طَالِبُوهُ. تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ. (مزمور26:22)

أعلنَ يسوعُ أنَّ الإنسانَ لن يعيشَ بالخُبز وحدَه، بل بكلِّ كلمة تخرج من فم الله (متى 4.4). هناك الكثيرُ ممَّن يُعلِنون أنَّهم مسيحيُّون ويَحضرون في كنيسة حسَنة، لكنَّهم لا يتغذُّون بالكلمة. لا يَكفي الطعام الذي يقدّم من على مَنبر المُصلِّين. يجب أن تكون مؤهَّلاً كشخصٍ وديع- هادئٍ، ذو روحٍ بسيطة، طائع للربِّ- حتى تحصل على كلِّ الطعام.

في عظة الجَبل، أبرز الربُّ مدى أهميَّة الخضوع له وألَّا نكون مثل حيوانات برِّية. أعلن أنَّ الودعاء سيرثون الأرض (متى 5.5). من يعمل مشيئة أفكاره، لا يَميل أذنيه إلى الكلمة الإلهيَّة ولا يَخضع لروح الله، ولا يتأهَّل لهذه البركة. هناك الكثيرُ من النَّاس الهادئين، لكنَّهم ليسوا وديعين بل حمقى.

أمرٌ واحدٌ هو أن تخضعَ لله، وإلَّا ستكون غبيًّا ولا تطلب حقك أو تسعى إلى النِّمو، ورغم قولك إنَّ كلَّ شيءٍ على ما يُرام. ليس هذا من النَّوع الذي يعتبره الكتابُ المقدَّس وديعًا. على سبيلِ المثال، كشفتْ الكلمة أنَّه لا يوجد شخصٌ حليم مثل موسى (عدد:3:12)، لكنَّنا نعلم أنَّ "وداعته" لم تسمح للمصري بإيذاء الإسرائيلي؛ فقتله موسى بضربة واحدةٍ.

أولئك الذين يخضعون للعليِّ يأكلون للشِّبع. بالنِّسبة لهم، تتحوَّل إحدى الآيات إلى كتابٍ أو موسوعة. بهذه الطريقة، كلَّما جاعوا، يُرشدهم روحُ الله من خلال الكتاب المقدَّس. إذا كانوا بحاجة إلى كلمة للتخلُّص من التَّجربة، على سبيل المثال، فإنَّ الربَّ يَجعلهم يجدون مثل هذا الوعد. إذا كانت الحاجة إلى الشِّفاء، يحدث نفسُ الشَّيء. يَعِدُ العليُّ بأنَّ الوديع- المُطيع وليس المتذمِّر- سيرثُ الأرض.

لا يَكفي أن تكون وديعًا وفرحًا فقط أثناء تواجدك على المأدبة. من الضَّروري أن تطلب الآب السَّماوي. في الواقع، كان يسوع واضحًا عندما قال إنَّ من يطلب يَجد، ومن يسأل يأخذ، ومن يقرع الباب يُفتح له (متى 7، 7). ولكن إذا كنتَ كسولًا روحيًّا، ولم يكن لديك وقت لطلب الربِّ، أو قراءة الكتاب المقدَّس أو قضاء بعض الوقت في الصَّلاة، فلن تجدَ العليَّ، ولن تسبِّحه.

يقولُ الربُّ أنَّ قلبَ- روح- الودعاء يحيا إلى الأبد. لن يكون هناك نهاية لمن يعرف كيف يسترشد بالرُّوح القدس. لذلك، لا تتوقفوا عن عمل المشيئة الإلهيَّة، عن التَّوافق مع خِطط الله، ولا تتمرَّدوا على أيِّ من خِططه. كُنْ دائمًا حيث قرَّر أن تكون، وبالتَّالي، سترى أنَّ موقفك كان أساسيًّا لسعادتك.

عندما نتعلَّم شيئًا ما في الكتاب المقدَّس، في نفس الوقت يجب أن تمتلكه. كونك وديعًا هو امتلاك القدرة على تعلّم الحقيقة الأبديَّة، وعَيشها، وإشباع كلِّ رغبتك في معرفة الربِّ وخِططه. يتعلَّم الودعاء ما هو ضروريٌّ حتى لا يفشلوا أبدًا أو يتركوا بناء البرج لوقتٍ لاحقٍ بسبب نقص المواد (لوقا 14، 28).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز